وصف جازان كانت ليلة صيف ليست ككل الليالي أدى صلاة العشاء جماعة في مسجد قريته الصغيرة ثم عاد إلى منزله الريفي المحاذي للحد الجنوبي تماماً، كان يترقب رؤية هلال شعبان استبشاراً بقرب حلول الشهر الكريم.. ولكن الغيوم الداكنة حجبت عليه الرؤية .. ما أن دخل إلى ساحة بيته لتناول قهوته العربية مع قليل من التمر حتى بدأت بروق العشايا تلمع في الأجزاء.. ثم ما لبث أن اخترقت قذائف معادية سواد العشايا صوب القرية الهادئة ليختلط صوت الرعد وضوء البرق مع صوت القذائف الحوثية وأضوائها الفاسدة.. ضحك كثيراً واعاد تسوية شماغه بطريقة دائرية بعد أن قام بتغيير ملابسه المعتادة إلى لبس شعبي ثم قال لزوجته: قربي لي المسحة والكشاف وسأنطلق إلى المعمال في انتظار سيل وادي تعشر، قالت له: أوتغامر بنفسك في هذه الأجواء؟ لم يعط لها كثيراً من الاهتمام بل قال هذه بلادنا ونفديها بأرواحنا ولن تثنينا زمرة فاسدة انقلبت على شرعية بلدها في بناء وطننا ومزاولة معيشتنا اليومية مردفاً القول إن ثقتنا بالله تعالى وبقدرة قيادتنا الحكيمة في إدارة مثل هذه الأمور بحكمة وشجاعة وهناك جنودنا البواسل في المواقع المتقدمة لهؤلاء العابثين بالمرصاد.. دعيني أسبق وصول السيل إلى المعمال كما كنت أفعل في كل مرة.. ثم ودع زوجته وأولاده.. هذه قصة أبي الهادي العم عواجي الرجل الثمانيني الذي يعيش في قرية حدودية متاخمة لحدودنا الجنوبية مع شقيقتنا العزيزة اليمن.