إشراق لايف- مبارك الدوسري- وادي الدواسر: لازالت الوجبة الشعبية ” العريكة ” إحدى الوجبات المهمة والرئيسة التي تمثل اهمية بالنسبة للأسرة في وادي الدواسر ، خاصة في الشتاء ، وتقديمها للضيف يأتي من باب الزيادة في إكرامه وتقديره ، خاصة وهي تقدم مع واجبة كضيف من ذبيحة أو أكثر ، وتحرص كثيراً من الأسر على تعليمها لبناتها ، حيث تعتبر كثير من الأمهات إجادة البنت لها نوع من تميزها وقدرتها على إسعاد زوجها في المستقبل حينما تكون لديه امرأة تبيض وجهه امام ضيوفه بتلك الوجبة المخصوصة ، فضلاً عما فيها من فائدة غذائية تمد الجسم بالطاقة من خلال السعرات المتوفرة فيها . وتعد ” العريكة ” الوجبة الأشهر والأصعب في الاعداد من بين الوجبات الشعبية المتعددة بالمحافظة ، ويتطلب اعدادها خبرة ، وقوة ، حيث تصف لنا ” أم ابراهيم ” طريقة الإعداد من انه يتم عجن البر مع البزار ويكون في هذه الحالة ” رخواً” ويترك فترة حتى يصل لمرحلة تسمى ” راسي ” ، ويكون في ذلك الوقت قد اشعل التنور الذي صنع من طين تحضره صانعاته من مكان في المحافظة يسمى مكيحيل ، ومن مركز تمرة في محافظ السليل ، وبعد ان يرسي العجين تقوم المرأة بعمل مايسمى ” التناثيل ” وهي تجزئة العجين الى ماهو أشبه بالكرات ، ثم تبدأ في خبزه على شكل ارغفة متينة ، وتكون في ذلك الوقت النار قد تحولت الى جمر ، وسخن التنور ، فتقوم بلصق تلك الارغفة في جوانبه حتى تستوي ، ثم تجمعها في آنية من الخشب تسمى ” الميقعة ” وتقوم بفرمها بواسطة قطعة من الخشب تسمى ” المعراك ” وتسقيها بمرق اللحم والسمن اثناء عركها حتى تصبح كومة من العجين الناجح ” المستوي ” فتعمل لها فجوة بوسطها يوضع فيها المرق والسمن . وتذكر لنا هياء محمد إحدى العاملات ضمن ألأسر المنتجة ان من زبائنها من يفضل عدم تقديم العريكة في ” الميقعة ” بل يرون تقديمها في ” بوادي ” على شكل برج طيني ، واللحم والمرق من حولها ، وتؤكد ان الاقبال على تلك الوجبة في تزايد ملحوظ ، وعن الفرق بينها وبين العريكة في المناطق الأخرى قالت انهم لايستخدمون الميقعة والمعراك ، وكذلك نوع الطحين يختلف ، والجنوب يقدمونها بالعسل والسمن واحياناً التمر ، فيما محافظات جنوب الرياض طريقتها واحدة . وتضيف نورة فهد الدوسري احدى المتخصصات في اعداد الوجبات الشعبية من الأسر المنتجة ، ان هناك اناس يعتمدون على فرامات اللحم الحديثة خاصة عندما تكون الكمية كبيرة والضيوف عددهم كبير، او الوقت ضيق ، وتبين ان مايميز العريكة عن بقية الوجبات انها تقدم في الحالات الثلاث سواء فطور او غداء او عشاء ، وعن الاسعار قالت انها تتفاوت بحسب الكمية والوقت ، ولكنها في الغالب متوسطها يتراوح مابين 300 – 1000 ريال ، مؤكدة انها تحتاج لياقة بدنية عالية خاصة اذا كانت تعملها يومياً ، وتبين ان كثير من نساء اليوم يعملن اقراص العريكة داخل الافران او على الصاج بدلاً من التنور . وعن مضارها وفوائدها يقول ناصر فيصل الدوسري وهو من كبار السن الذين يعشقون هذه الوجبة ، ان العريكة مفيدة جداً للجسم خاصة وهي تخلو من جميع المواد الحافظة ، وضررها في الدهون اذا كانت بكمية زائدة ، خاصة على كبار السن ومن يعاني من مشاكل في القلب . ويرى المتخصص بالتغذية عبدالرحمن الدوسري ان العريكة المشهورة بالمحافظة مكونها الرئيس القمح وهو غني يحتوي على المنجنيز والفوسفور والمغنيسيوم والسيلينيوم. بل هو أيضا مصدر جيد للزنك والنحاس والحديد والبوتاسيوم ، وغني بفيتامين B6، النياسين والثيامين، حمض الفوليك، فيتامين بي وحمض البانتوثنيك ، مبيناً ان القمح يحتوي على سعرات حرارية من 339.0 لكل 100 جرام ، ومؤكداً أن استهلاك القمح الكامل ضروري لعملية التمثيل الغذائي .