×
محافظة المنطقة الشرقية

محافظ الأحساء يتسلم تقريراً عن إنجازات هيئة الري

صورة الخبر

كل الفلاسفة يحلمون بالمدينة الفاضلة، وكل الناس ينتظرونها، وكل الكتّاب يؤمنون بإستحالة قدومها وتعسّر بنائها وتعسّف انتظارها، ليس لكونها تضاداً صارخاً لواقعنا المتعفنّ بالفساد والكذب والتزييف والعادات والتقاليد، ولكن، لأن الفلاسفة، منذ الآف السنين، يعملون لأجلها، ويعجزون، رغم روعتهم وعمقهم وإجتهادهم عن الوصول لها أو الإقتراب منها. إن ما تخبئه لنا الحضارات وما يكنّة لنا التاريخ -كعرب و مسلمين- أمراً جالباً للفخر والرضى والإبتسام، وإن ما يخبئه لنا المستقبل الإقتصادي والسياسي والأمني، لنا، كعرب ومسلمين، ينذر ببادرة خطيرة جداً ستقصم الظهور وتفلق الأقلام وتمزق الصحف، فلا الجلوس وإنتظار قدوم المدينة الفاضلة سينقذنا ولا التحريض للقتل والفتنة سيشفينا، إننا الآن: بقايا أمم. بل، أمة مريضة ومتخاذلة، متعالية رغم أنها قزمة، ومتبرجة رغم أنها حُرمة، وحُرة رغم أنها مجرمة، وما أصدق القائل: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم. إلا انه نسي إكمال العبارة.. يا أمة ضحكت من جهلها أمماً تسببت في جهلها. فلا الغرب -العمالقة علما وفنا- مثال جديرٌ بأن نحتذي به، ولا أمريكا، الدولة التي تقود العالم، رغم ما يملئ أكتافها من دماء وأشلاء، مثالاً يستحق الإقتداء. لا تحتار ياصديقي، إننا، أمام مفترق في غاية الخطورة، والأخطر، أنه لا يجب علينا الإلتفات أو الإختيار أو حتى التقدم، بعجل، دون إصطفاء. كل ما علينا فعله، كي نحافظ على ما تبقى لدينا من سكينة، هو أن نتمدد على أريكة واسعة ونقرأ لأفلطون ومدينتة الفاضلة. عبير خالد @by_abeer3 رابط الخبر بصحيفة الوئام: بقايا أمة! للكاتبة