عن دار نشر «صفصافة» أصدر الكاتب الصحفي والروائي سلطان الحجار روايته الثانية «ناشطة سياسية»، في تجربة سردية جديدة تعبر عن مرحلة ما بعد ثورة يناير 2011 ليفجر قضايا ساخنة تتوافق مع الحس الثوري الذي تشهده بلاد الربيع العربي التي لم تزل تتخبط في استجلاء معالم المستقبل، لكنه بعفوية يقدم نماذج إنسانية متعددة، فيعرض لأشد العلاقات الحياتية تشابكًا ومن ثم يختار شخصياته التي يقتنصها من واقع الثورة المصرية التي أذهلت العالم في سلميتها وحضارتها وكشفها لجوانب اتقدت تحت رماد الحياة اليومية، ليواصل عبر صفحات الرواية التي تجاوزت المئة، رحلته في إقامة عوالم العدل والحرية عبر دفقات سردية ممتعة، في مغامرة روائية تكشف أدق التفاصيل قي الحياة المصرية ومدى اتساع الهوة بين السلطات المصرية وجمعيات حقوق الإنسان في الداخل والخارج. واللافت في هذه الرواية التي تضج بأحداث سياسية ساخنة هو قدرة الحجار على تضفير الأحداث واستحضار المواقف الحياتية بين شخصيات الرواية وفق ترتيب الشخوص والمواقف في صراعات تسقط فيها الأقنعة لتظهر شخصيات هذا العمل بوجهها الحقيقي في اللحظة التي تعلو فيها نبرة الاحتجاجات والمشاركة في المظاهرات. يتسم أسلوب سلطان الحجار، الذي أصدر من قبل رواية سياسية بعنوان «فراشة الميدان»، وكتاب نصوص بعنوان «همسات رجل»، برهافة الحس والقدرة على رصد التحولات السياسية في المجتمع المصري بشعرية لاذعة تقدم صورة حقيقية لما يعانيه مجتمعه من تجاذبات لم تزل تشكل مشهده العام حتى اللحظة الراهنة لكنه استطاع أن يربط بين منظوره الخاص للأحداث وبين المصير لشخوص هذا العمل الذي يستحق التأمل، فهو يلقي ضوءًا غامرًا على لحظة فارقة في التاريخ المصري المعاصر. قدم لهذا العمل الناقد عاطف الجندي الذي عبر عنه بجمل مقتصدة عن أحداث الرواية بقوله: «يحتفي العمل بالأحداث السياسية المعاصرة من الثورة المصرية إلى اللحظة الراهنة بتوثيق لافت وبإمعان شديد ليدور الحديث عن جمعيات حقوق الإنسان والمجتمع المدني في مصر وما تفرضه على الواقع السياسي المصري من تحديات جديدة، والرواية تقدم لنا كاتبًا متميزًا وهو سلطان الحجار الذي هو في طريقه ليتبوأ مكانة مرموقة بين صفوف الروائيين العرب بخاصة أن أسلوبه مكثف ويقترب من اللغة الشعرية فهو الراوي العليم بكل شيء في لغة رشيقة مشعة قادرة على جذب القارئ وإيقاعه بسهولة في بحر غوايتها».