وأخيرا، اختتم معرض الرياض الدولي للكتاب فعالياته بالصخب الذي صاحبه، وبضجيج الآراء المتفاوتة، بل المتخالفة التي تخللت أيامه. وفي ظل تباين الآراء في تقييمه حد التعارض، يبقى أن هناك اتفاقا على ضرورة بقائه واستمراره في أداء دوره المهم على ساحتنا المعرفية كنافذة نطل من خلالها إلى آفاق أرحب وأجمل. إن المعرض، إن أردنا الإنصاف، كان في تنظيمه العام جيدا، رغم الازدحام الذي قد يكون بعضه في إطار البحث عن فسحة ولو صغيرة للترفيه و«تغيير الجو»؟، ونجد هذه التنظيم الجيد في سهولة البحث عن الكتب من خلال الأجهزة المخصصة لذلك، وإن كانت هناك دور نشر لم تحضر مدرجة فيه، وكذلك من خلال دليل المعرض، إضافة إلى التخلص من فوضى التسجيلات ومحلات بيع الأشرطة التي كانت في سنوات مضت تعكر تركيز الرواد. لكن ما زالت هناك ملاحظات تتكرر سنويا دون أن تجد من إدارة المعرض أي استجابة، مثل موعد المعرض ومدى مناسبته، وكذلك تدخل بعض المحتسبين غير الرسميين في التضييق على الآخرين. وعدم ضبط الأسعار بشكل جيد، ومنح مساحات كبيرة لدور نشر سعودية بالإمكان من يريدها الوصول إليها بسهولة، وذلك على حساب دور نشر أجنبية، وكذلك نجد الفوضى في منصات التوقيع وعدم حصرها للكتب أو المؤلفين الأكثر أهمية، إضافة إلى سحب بعض الكتب والدواوين الشعرية لشعراء كبار تكرست أسماؤهم على مستوى العالم العربي. يبقى أن نقول: متى نرى مثل هذا المعرض في مناطق المملكة المختلفة؟.