• زرت معارض الكتاب في غير مدينة ودولة وكانت المشاهدات تؤكد أن لكل معرض بصمته، أما معرض القاهرة للكتاب فله عراقته وتاريخه فقد بدأ منذ عام 1969م وكانت القاهرة تحتفل آنذاك بعيدها الألفي فقرر وزير ثقافتها ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيا فأسند للكاتبة والباحثة سمير القلماوي الإشراف على أول معرض للكتاب.. ومضى المعرض في سجلّه الحافل فنيًا وتنظيميًا وثقافيًا في حراك الندوات والأمسيات والمساجلات التي شكّلت لنا متعة لسنوات طوال.. ويمتاز المعرض بأنه يضيف إلى يوم الافتتاح الرسمي افتتاحا يضم الناشرين في اليوم الثاني وهو فرصة للتشاور والتعاقد وتبادل الخبرات.. ثم يبدأ المعرض للجمهور في اليوم الثالث وكان المعرض فرصة لحضور الكتاب الأجنبي ولا شك أن ظروف أرض الكنانة في السنتين الماضيتين قد أثرت في الإقبال والحضور وكان يعد معرض القاهرة ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، الذي يعدّ في مقدمة معارض الكتب. • وهناك معرض بيروت الذي يستمر حتى دورته 57 يصارع وجوده في المجتمع الثقافي العربي واللبنانيون يعملون في كل الأوقات وتحت وطأة الظروف دون شك ثم معرض الدار البيضاء الذي يمتاز بجائزة المغرب للكتاب في مجالات الشعر/ والسرد والمحكيات/ والدراسات الأدبية واللغوية/ والعلوم الاجتماعية/ الترجمة/ العلوم الإنسانية..، وهناك معارض الخليج للكتاب في الكويت والشارقة وهما يوفران فرصة حقيقية لعقد الصفقات ولقاء المهتمين بالصناعة لتجاذب الآراء وتبادل الخبرات وغيرها من المعارض. • وإذا ما تجاوزنا معرض فرانكفورت الدولي للكتاب – وهو من المعارض الفريدة إذ يعقد فيه أكثر من 40 مؤتمرًا وورش عمل تُعنى سنويًا بصناعة النشر والإعلام فهو إذن أكثر من معرض بيع للكتب – فإن معرض الكتاب الدولي بالرياض قد حاول اللحاق بركب المعارض الدولية وحقق نجاحات متتالية دون أدنى شك وسجل رقما متميزًا في متوسط عدد الزوار لأكثر من مليون زائر مقارنة بالمعارض السابقة غير الموفقة في مدن أخرى.، كما حقق تقدمًا في عدة مجالات من الناحية الفنية والتنظيمية والثقافية.. أما الناحية التنظيمية فإن وكالة وزارة الثقافة والإعلام لشؤون الثقافة قد وفقّت إلى حد كبير في ضبط عمليات التنسيق والترتيب للأجنحة والصالات فضلًا عن ربط كل محتويات المعروض بقاعدة بيانات تتوفر للزائر على أجهزة طرفية موجودة في مواقع متعددة بالصالات عددها (65) تتيح التعرّف على الكتاب أو الناشر والموضوع والموقع ومطابقة السعر وهو ميزة متقدمة مقارنة بالمعارض العربية وحبذا لو تم التفكير في عربات للانتقال لمواقع السيارات فالمسافات بعيدة والمعاناة كانت كبيرة على الناس بالإضافة إلى أهمية التنسيق مع المرور لتوفير المزيد من المداخل وسهولة الحركة فقد حال الازدحام وتوقف صفوف السيارات خارج سور المعرض دون وصول الزائرين بيسر وسهولة.. • أما الناحية الفنية فأوجزها فيما يلي: - قد حلّت الوزارة الكثير من المشكلات التعاقدية مع الناشرين وذللّت الكثير من المعوقات إلا أن شكوى البعض ما تزال قائمة وتتطلب بعض المرونة والتبكير في التنسيق مع الجهات المعنية في الحصول على التأشيرات التي يحرج الوزارة تأخيرها. - أما النشاط الثقافي فإن الجديد فيه هذا العام هو المسرح الذي أطلّ علينا بمسرحيتين وهو تطور وحضور لجانب ثقافي مهم تشكر عليه الوزارة واللجنة الثقافية المنظمة إلى جانب تكريم الخطاطين إلا أنه يؤخذ عليهم المضي في خطأ تكرار الأسماء المشاركة في المحاضرات والأمسيات ولا بد من التنوّع وإتاحة الفرصة (وهو ما يحدث أيضًا عند استعانة الوزارة بمستشارين من الوسط الثقافي في اللجان عند معالجة أو دراسة بعض المشروعات أو اللوائح الأمر الذي يعكس وجهة النظر الواحدة التي قد يحمل بعض الأعضاء فيها توجهًا بعينه أو موقفًا ينعكس على مخرجاتها التي يفترض فيها الحيادية). - انحسار مساحة الكتب الأجنبية وكتاب الطفل الذي كانت تخصص له صالة فيما قبل العام الماضي وكان في هذا العام ضمن دور نشر. - لا شك أن عدد العناوين الذي وصل إلى 600 ألف من 900 دار يشكل حضورًا جيدًا. - أما مؤشرات البيع والاقتناء فلا نملك أرقامًا حولها. غير أن ما شاهدته يدل بكل وضوح على الإقبال الشديد من كافة الأعمار والأفراد في الأسرة الواحدة. - ولن يضير الوزارة ما سعت إليه بعض التغريدات نحو الإحباط لأن كل الأعمال في كل المعارض تواجه عقبات استثنائية وأما عن منع بعض الكتب أو قفل الأجنحة فالأصل في الأمر الفسح والسماح فإذا ما تمت مخالفة البعض للشروط ومن أهمها التعارض مع شريعتنا السمحاء حرّى بالوزارة اتخاذ الإجراء المناسب تجاهها وهو حق تعاقدي مكفول بواقع الشروط. • يحتاج الإيوان الثقافي في مقرّ إقامة الضيوف والمشاركين إلى مزيد من التنظيم والتنسيق ليكون مجالًا تثقيفيًا أدبيا تحدد له برامج وفعاليات مسبقة..، كما يفضل التفكير في مؤتمر مصاحب للمعرض يتناول الشأن الثقافي وصناعة النشر والإعلام على غرار فرانكفورت بديلًا عن مؤتمر المثقفين الذي توقّف لعله يشكل قاعدة حراك في الشأن الثقافي والإعلامي وصناعة النشر التي ما تزال تعاني عندنا كثيرًا بين أقطاب مثلثها (الناشر والموزع والمؤلف) وتحتاج إلى دعم حقيقي يقضي إلى تشجيعها والنهوض بها فما تزال متوسطات طباعة الكتب عندنا متدنية مقارنة بمثيلاتها في الخارج. alshaden@live.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (45) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain