تابع ما سبق:... «وعدْنا، وفي نفسي سعادة، وقلت لزميلي: لقد تحقق أملك، ثم ودعْـته وانصرفت»... - و: حرف استئناف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب. - عدْنا: عدْ: أصلها (عاد): فعل ماض مبني على السكون الظاهر فوق حرف (الدال) آخر الكلمة لاتصاله بـ (نا) الدالة على الفاعلين، وهي إحدى ثلاث حالات يبنى فيها الفعل الماضي على السكون: يبنى الفعل الماضي على السكون إذا اتصلت به (تاء) الفاعل، مثل (عدْت)، ويبنى على السكون إذا اتصلت به (نون النسوة)، مثل (عدْن)، ويبنى على السكون إذا اتصلت به (نا) الدالة على الفاعلين، نا: الدالة على الفاعلين ضمير متصل للمتكلم غير الواحد مبني على السكون في محل رفع فاعل. - و: تسمى واو الحال حرف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب. - في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. ونود أن نذكر الطالب الكريم بأن الحروف كلها مبنية ولا محل لها من الإعراب؛ كما أن حكم المدّ منها هو البناء على السكون. - نفسي: نفسـ: اسم مجرور بحرف الجر(في) وعلامة جره الكسرة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، ونفسـ: مضاف، ـي: ضمير متصل للمتكلم الواحد مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة من الجار والمجرور (في نفسي) في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ النكرة (سعادة)، وهذا الإعراب السائد في تدريس كثير من معلمي اللغة العربية، والأفصح أن شبه الجملة الجار والمجرور (في نفسي) متعلق بخبر محذوف تقديره (في نفسي سعادة موجودة أو كائنة). - سعادة: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (التاء المربوطة)، وقد يتساءل الطالب الكريم: لماذا تأخر المبتدأ؟ نقول له: بأنه لا يجوز في اللغة العربية الابتداء بنكرة و(سعادة) جاءت نكرة؛ فلا يجوز الابتداء بها؛ لذا تقدمت عليها شبه الجملة الجار والمجرور (في نفسي). - و: حرف استئناف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب. - قلت: فعل ماض مبني على السكون الظاهر فوق حرف (اللام) آخر الكلمة؛ لاتصاله بـ (تاء) الفاعل، ـت: تاء الفاعل: ضمير متصل مبني على الضم الظاهر في محل رفع فاعل. - لزميلي: لـ: حرف جر مبني على الكسر الظاهر لا محل له من الإعراب، زميلـ: اسم مجرور بحرف الجر (اللام) وعلامة جره الكسرة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، و(زميل) مضاف، ـي: ضمير متصل للمتكلم الواحد مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. - لقد: لـ: حرف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب ويطلق عليها اللام الموطئة للقسم أو لام التوكيد، وأرجح أن تكون لام التوكيد لسياق الكلام، ـقد: حرف تحقيق مبني على السكون الظاهر لا محل له من الإعراب؛ لأنه دخل على الفعل الماضي، أما إذا دخل على الفعل المضارع فيكون حرفا للشك، مثال (قد يأتي وقد لا يأتي). - تحقق: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر لعدم اتصاله بشيء. - أملك: أملـ: فاعل للفعل (تحقق) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فوق حرف (اللام) آخر الكلمة، ـك: ضمير متصل للمخاطب الواحد المذكر مبني على الفتح الظاهر في محل جر مضاف إليه. - ثم: حرف عطف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب، يفيد التراخي بالزمن، ومعنى التراخي بالزمن أي بعد فترة من الزمن. تقول: ذهب إلى الكويت ثم إلى دبي، وهذا يعني أنه ذهب إلى الكويت ومكث فيها فترة من الزمن وبعد ذلك غادرها متوجها إلى دبي. - ودعْـته: ودعْـ: فعل ماض مبني على السكون الظاهر فوق حرف (العين) آخر الكلمة؛ لاتصاله بتاء الفاعل، ـتـ: تاء الفاعل هي ضمير متصل للمتكلم الواحد مبني على الضم الظاهر في محل رفع فاعل، ـه: ضمير متصل للغائب الواحد المذكر مبني على الضم الظاهر في محل نصب مفعول به، حيث إن فعل الوداع وقع عليه. - و: حرف استئناف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب. - انصرفت: انصرفـ: فعل ماض مبني على السكون الظاهر فوق حرف (الفاء) آخر الكلمة؛ لاتصاله بـ (تاء) الفاعل، ـت: ضمير متصل للمتكلم الواحد مبني على الضم الظاهر في محل رفع فاعل. * فائدة: ما معنى «اشتغال المحل بحركة المناسبة»؟ هب أن وزير التربية زار المدرسة فجأة، وأراد أن يتكلم في طابور الصباح ليقدم بعض النصائح لأبنائه الطلاب؛ فما الذي نستغني عنه في برنامج طابور الصباح؟ من المؤكد بأننا لا نستطيع الاستغناء عن السلام الوطني، ولا يمكن أن نستغني عن القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف؛ ولكن بمقدورنا أن نستغني عن برامج فريق الإذاعة المدرسية. والسؤال هنا: لماذا استغنينا عن فريق الإذاعة المدرسية؟ الإجابة: لاشتغال المحل بحركة المناسبة، والمحل هو البرنامج اليومي المعتاد، وفريق الإذاعة المدرسية هو الذي تم الاستغناء عنه، وحركة المناسبة هي زيارة الوزير المفاجئة للمدرسة. * كاتب وباحث لغوي كويتي fahd61rashed@hotmail.com