أعلن مكتب المدعي العام في سويسرا أمس أن لديه حاليا 81 تقريرا عن أنشطة مالية مشبوهة ترتبط بقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منح روسيا وقطر حق تنظيم بطولتي كأس العالم في 2018 و2022. وذكر متحدث باسم المدعي العام أن المدعين السويسريين الذين يحققون في فساد في مقر الـ«فيفا» في زيوريخ تلقوا 28 تقريرا آخر عن أنشطة مشبوهة منذ منتصف يونيو (حزيران). ويركز التحقيق الجنائي السويسري على قرارات استضافة كأس العالم لكرة القدم. وتنفي كل من روسيا وقطر ارتكاب أي مخالفات وتقولان إنهما يستعدان لاستضافة البطولة كما هو مقرر. وقال المدعي العام السويسري مايكل لاوبر الشهر الماضي إن الهيئة السويسرية المعنية بمكافحة غسل الأموال رصدت 53 صفقة مشبوهة خلال فحصها لمعلومات تقدمت بها بنوك. ويذكر أن النائب السابق لرئيس الـ«فيفا» والرئيس السابق لاتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) جيفري ويب المحتجز في سويسرا ضمن سبعة مسؤولين حاليين وسابقين في الـ«فيفا» بعد إلقاء القبض عليهم في مايو (أيار) الماضي بسبب تحقيقات في مزاعم فساد قد وافق على تسليمه للولايات المتحدة، وستتم عملية التسليم خلال عشرة أيام. ويشير الاتهام الذي لم يصدر بصيغته النهائية عن المدعين الأميركيين في بروكلين إلى أن مسؤولين كرويين ومديري شركات تسويق سعوا لاستغلال الرياضة من أجل تحقيق مكاسب شخصية عن طريق دفع رشى بقيمة 150 مليون دولار على مدار 24 عاما. وشكلت تلك الفضيحة ضغطا على رئيس الـ«فيفا» جوزيف بلاتر الذي قال في الثاني من يونيو الماضي إنه يخطط للاستقالة من رئاسة الـ«فيفا». من جهة أخرى، انتقد جريج دايك رئيس الاتحاد الإنجليزي، بلاتر متهما إياه باتخاذ مواقف معادية للبريطانيين، وقال إن الرئيس المقبل لـ«فيفا» يتعين عليه أن يكون مختلفا تماما عن المسؤول السويسري. وأعلن بلاتر الشهر الماضي بعد أيام قليلة من إعادة انتخابه عزمه التنحي وسط مزاعم فساد واسعة طالت مؤسسته. وأبلغ بلاتر مجلة سويسرية قبل أيام أن الإنجليز يرغبون في رحيله وأنهم «يكرهون الـ(فيفا) لأنه لم تعد لهم سيطرة على كرة القدم». وتأسس الاتحاد الإنجليزي في 1863 وهو أقدم اتحاد لكرة القدم في العالم حيث تعد إنجلترا مهد اللعبة. وأبلغ دايك شبكة سكاي الرياضية: «إنه يكرهني ويكره وسائل الإعلام البريطانية ولا يحب الإنجليز عامة ونحن لا نحبه كذلك». وتابع: «يتخذ مواقف غريبة. أعتقد أنه في حالة صدمة. كان منتشيا بفوزه في الانتخابات وظن أنه سيحكم الـ(فيفا) لأربع سنوات مقبلة جديدة لكنه لم يلبث سوى أربعة أيام». واستطرد: «الشيء الوحيد الذي نستطيع أن نجادل ونشتكي بشأنه هو أن الـ(فيفا) مؤسسة يضربها الفساد منذ أكثر من 40 عاما. أهم شيء الآن هو مناقشة كيفية إصلاح الـ(فيفا) وليس الحديث عن بلاتر». وسيتم اختيار خليفة لبلاتر خلال اجتماع خاص للجمعية العمومية لـ«فيفا» سيعقد بين ديسمبر (كانون الأول) وفبراير (شباط) المقبلين. وقال دايك: «حتى نعرف من سيترشح للمنصب فإننا لا ندري من هو الشخص الذي سنسانده». وتابع: «لكن تربطنا علاقة طيبة للغاية مع رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني وساندناه في السابق ولذلك سنرى ما الذي سيقرره».