لم يتوقف قطار تنامي العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت عند حد معين، وإنما واصل مساره الطبيعي، محققاً مستويات بلغت حداً كبيراً من التقارب والتحالف والتجانس، الذي لا يحدث إلا بين الأشقاء، إذ تؤمن الرياض والكويت أن تحالفهما نابع المصير المشترك، والعلاقات المترابطة والأخوة الضاربة بجذورها في أطناب أرض الجزيرة العربية. ويزور حاليا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، دولة الكويت، في إطار جولة زيارات يقوم بها ـ يحفظه الله ـ على دول الخليج العربي، بدأت بدولة الإمارات العربية. وكان خادم الحرمين محل حفاوة وترحيب من الحكومة والشعب الكويتيين. وعبر مغردون كويتيون عن فرحتهم الغامرة بوجود خادم الحرمين الشريفين بينهم، وحمل هشتاق تحت وسم #الكويت_ترحب_بسلمان، أجمل وأرق عبارات الترحيب والتقدير بضيف الكويت الكبير، مؤكدين أن خادم الحرمين في بلده الثاني الكويت، بين أهله وإخوانه. العوامل التاريخية تشير الدراسات العلمية المتخصصة في مجال التعاون بين الدول، إلى وجود مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى التعاون، مثل: العوامل التاريخية، والعوامل الاقتصادية وعوامل التهديد الداخلي والخارجي والعوامل النفسية، والمصالح المشتركة، والثقافة المشتركة، وتشابه الأنظمة السياسية. وقد تجسدت العلاقات بين البلدين، في الموقف السعودي المساند للكويت والمدافع عن شرعيتها واستقلالها من الغزو العراقي في أغسطس 1990، فقد رفضت السعودية هذا الاحتلال، كما رفضت إحداث أي تغيير في حدود الكويت. واستقبلت السعودية شعباً وحكومة "الضيوف" الكويتيين الهاربين من العدوان العراقي، وقدمت لهم المساعدة اللامحدودة، وهيأت المملكة للتحالف الدولي الأرضية اللازمة والدعم اللوجستي والمشاركة الفاعلة في تحرير الكويت. ولم يكن تعزيز العلاقات بين البلدين من فراغ، وإنما من تشابه النظام السياسي في كلا الدولتين، ومن مدى التجانس بينهما. حيث تتشابهان بشكل كبير في تركيبتهما السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي بنائهما الثقافي والقيمي. وكانت للعوامل الخارجية والصراع بين القوى العظمى والإقليمية، دور إضافي في تعزيز العلاقات السعودية – الكويتية، ودفعها للتقارب والتعاون. فمنطقة الخليج ذات أهمية استراتيجية واضحة بالنسبة لهذه القوى، فالتطورات التي شهدها النظام الدولي منذ الستينات، كان لها آثارها في العلاقات السعودية- الكويتية من حيث أنها جعلت التنسيق بين الدولتين وبقية دول الخليج خياراً استراتيجياً، لإبعاد المنطقة عن شبح الصراعات الدولية. إلا أن التغيرات الإقليمية التي ظهرت منذ الثورة الإيرانية إلى الوقت الراهن، كانت لها إنعكاساتها على منطقة الخليج، حيث بدأت مرحلة جديدة من مراحل العلاقات بين الدولتين، والتي وصلت إلى التنسيق الشديد، الأمر الذي أدى إلى حل الخلافات الحدودية بينهما، والاتجاه نحو عمل خليجي مشترك كان مفقوداً. تاريخ طويل ويتفق المحللون -في كل مناسبة-على أن العلاقات بين السعودية والكويت لها تاريخ طويل، يتجاوز عمرها أكثر من قرنين من الزمان، تتحكم فيها المصالح المشتركة، والتقارب الشديد اجتماعيا بين الشعبين، من خلال العادات والتقاليد والتزواج والنسب. وأكد المؤرخون على أن بداية حكم "آل الصباح" في الكويت، تقترب من بداية قيام الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، وقد تميزت تلك العلاقات منذ ذلك الوقت إلى المرحلة المعاصرة بأنماط من التعاون، وليس نمطآ واحدآ، حيث تميزت العلاقات بين الدولتين منذ ذلك الوقت بالتعاون والتحالف والمشاركة، الأمر الذي جعل تلك السمة هي الغالبة على هذه العلاقات طوال العقود الأربعة الماضية. والعوامل التي تربط بين الدولتين كثيرة ومتعددة المصادر، فمنها القريب المباشر، ومنها البعيد الذي ينطوي على أبعاد استراتيجية و"جيوسياسية"، تتعلق بنظام الأمن الإقليمي ومستقبله، ومن أبرز هذه العوامل المباشرة الداعية إلى الإلتقاء والتعاون، والعامل النفسي، ويقصد به إدراك صانع القرار السياسي في كلا الدولتين أن عناصر القوة لدولة الكويت لا يمكن تفعيلها بعيداً عن التعاون مع جيرانها. ويرى المحللون أن العلاقة بين البلدين مرت بثلاث مراحل؛ المرحلة الأولى، وقد امتدت منذ الاستقلال عام 1961 حتى عام 1980، وتمحورت حول سياسة التوازن، ويقصد بذلك أن صانع القرار في دولة الكويت أدرك أن المسائل الأمنية واستمرارية النظام السياسي يعتبر من أهم اهتمامات الدولة، بل يعتبر ذلك محور السياسة الخارجية للدولة، فالكويت تميل إلى التوازن وهي محاطة بثلاثة قوى أقليمية كبرى "إيران والعراق والسعودية"، وانطلاقاً من هذا التصور اتسمت العلاقات بين السعودية والكويت في تلك المرحلة بالحد الأدنى من التعاون، في مختلف المجالات السياسية والاستراتيجية. أما المرحلة الثانية، فقد امتدت من عام 1981 إلى تاريخ الغزو العراقي للكويت عام 1990، وقد بدأت أهمية كل من الدولتين للأخرى، فالكويت أدركت مدى أهمية السعودية كعمق استراتيجي لها، خاصة بعد نجاح الثورة الإيرانية وتطبيقها ما يعرف بسياسة تصدير الثورة، وزادت الأهمية بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية وتهديدها لأمن واستقرار المنطقة، لقد أدركت الكويت أن سياسة التوازن الإقليمي لدولة صغيرة، مثل الكويت، لم تعد ذات جدوى في مثل تلك المتغيرات، ونتيجة لذلك خرجت الكويت عن سياستها التاريخية المتمثلة في سياسة التوازن الإقليمي إلى سياسة المحاور الإقليمية عندما شاركت في قيام مجلس التعاون الخليجي كمنظمة إقليمية ذات أبعاد سياسية واقتصادية وعسكرية، يضم إلى جانب السعودية والكويت، كلا من قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة وعمان. أما المرحلة الثالثة، فهي المرحلة التي أعقبت الغزو العراقي للكويت، وقد استمرت إلى الوقت الراهن، فقد جاءت أحداث الغزو العراقي للكويت في الثاني من أغسطس 1990، لتخلق موقفاً متقارباً بين الدولتين، ولتضيف بعداً جديداً من أبعاد التنسيق فيما بينهما بصدد التعامل مع تطورات الأزمة. العامل الإقتصادي واشتهرت الكويت منذ القدم بالتجارة، بل إن الدولة قامت أساساً على أسس تجارية، وتلعب السعودية دوراً حيوياً من الناحية الإقتصادية بالنسبة للكويت من حيث امتلاكها سوقاً واسعة للصادرات الكويتية غير النفطية. وقد انعكس ذلك على طبيعة العلاقة الإقتصادية بين الدولتين، لذلك توقف نجاح مجلس التعاون الخليجي عند تفعيل الإتفاقية الإقتصادية، والتي ترى الكويت أنها كأهم أسس قيام المجلس، وقد وقعت الدولتان في إطار مجلس التعاون الخليجي على العديد من الاتفاقيات الاقتصادية، وتميزت الفترة الممتدة من عام 1980 إلى الوقت الحالي بنمو ورواج حركة الواردات بين الدولتين بمعدلات شبه مستقرة. وكذلك يرتبط بالعامل الاقتصادي موضوع السياسة النفطية، فالبلدان عضوان في منظمة الدول المنتجة والمصدرة للبترول "أوبك" . وهذا يقتضي منهما التنسيق والتشاور. وبالرغم من الكثير من الاختلافات والأزمات داخل منظمة أوبك، إلا أنه منذ الثمانينات اتسمت سياسة البلدين النفطية بالتوافق الأمر الذي أدى إلى نوع من الاستقرار في الأسواق النفطية. وقالت مصادر اليوم في قطاع النفط ـ بحسب رويترز ـ إن من المتوقع أن تتخذ السعودية والكويت هذا الشهر قرارآ بشأن إستئناف إنتاج الخام من الحقول النفطية المشتركة في المنطقة المحايدة على الحدود بينهما. وجرى إغلاق حقل الخفجي -الذي كان ينتج ما بين 280 ألفا و300 ألف برميل يوميا- في أكتوبر 2014 لأسباب بيئية. وتدير الحقل شركة عمليات الخفجي وهي مشروع مشترك بين نفط الخليج الكويتية وأرامكو لأعمال الخليج وهي إحدى وحدات أرامكو السعودية الحكومية. #الكويت _ترحب_بسلمان وتحت هذا الوسم انطلقت قلوب الكويتيين ترحيبا بالضيف الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، من أكاديميين ومسؤولين ورجال ونساء ، ومن بينها أبيات شعرية قالت فيها المغردة "ريماس العنزي" : الكويتي سعودي والسعودي كويتي ماتفرقنا حدودنا الجغرافية إن دخلتها كأني داخل"ن" بيتي أنا كويتي وأحب السعودية وتغنى الكويتي أحمد البطحاني شعرآ قائلا: مرحبا سلمان يافخر العرب عند أخوك وعند ابن عمّك "صباح" يبتسم دسمان ويغني طرب ياهلا سلمان يا طير الفلاح