×
محافظة المنطقة الشرقية

وافدون يتحدون “السعودة” في حلقة خضار “كعكية مكة”

صورة الخبر

ترى كيم زيجفيلد المتخصصة في الشؤون الروسية في مقالها، الذي نشر مؤخرًا على موقع «أميركان ثينكر» بعنوان «السيوف ذات الحدين في سوتشي» أن دورة سوتشي الأولمبية للألعاب الشتوية حملت في أسبوعها الأول أخبارًا سارة، وأيضًا أخبارًا سيئة، لكن من المؤسف أن الأخبار السيئة طغت على الأخبار السارة، لكن بالرغم من ذلك ما يزال الأمل يحدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نجاح هذه الدورة. وهي تجد في المحصلة أن بوتين الذي أراد أن يجعل من «سوتشي» واجهة علاقات عامة لتلميع صورته وصورة روسيا أمام العالم لم تحقق له ماكان يصبو إليه من آمال بهذا الصدد.. وينبغي الإشارة إلى أن السيدة زيجفيلد تحسب على تيار الكتاب المناهضين للرئيس بوتين في محاولاته بناء دولة قوية قادرة على منافسة الولايات المتحدة كقوة عظمى. وفيما يلي أهم ما تضمنه المقال: ربما أن أكثر الأخبار مدعاة للسرور في دورة سوتشي للألعاب الأولمبية الشتوية أنه لم يحدث أي عمليات إرهابية قوقازية في سوتشي أو في أي جزء آخر من روسيا.. أما الخبر الأسوأ فهو أنه لسوء حظ بوتين كان الجو في سوتشي دافئًا إلى حد تضرر ملاعب الجليد، وإصابة العديد من اللاعبين المشاركين في الدورة وانسحاب عدد آخر. كما أن قصص الفساد العديدة، التي تم تداولها خلال الألعاب الأولمبية أعطت المزيد من الانطباعات السيئة لدى الجمهور خلال الدورة.. وسوتشي وروسيا نفسها لم تبهر العالم، كما كان يأمل بوتين.. وهو ما أدى في نهاية الأمر إلى أن تخيب التوقعات بتدفق السائحين إلى روسيا، وأن تصبح معظم الملاعب شاغرة من الجمهور خلال المباريات بنسبة النصف تقريبًا، وأن تصل الانطباعات الجيدة للرأي العام الأمريكي حول روسيا إلى أدنى مستوى لها منذ 20 عامًا. الأخبار السارة لعل أهمها، وهو ما يستحق أن نمسك الخشب، أنه لم يحدث أي حادث إرهابي قوقازي وفق التهديدات، التي سبقت الدورة، لا في سوتشي ولا في أي جزء آخر من روسيا، أو أي حادث يخل بأمن الزوار والسياح.. ويعد استعادة روسيا للميدالية الذهبية في التزلج الثنائي أحد الأخبار السارة التي حملها الأسبوع الأول من الدورة.. كما أن الأمل بأن تحصد روسيا أكبر عدد من الميداليات ما زال قائمًا، إلى جانب إمكانية حصولها على المرتبة الثانية في عدد الميداليات الذهبية في ضوء المنافسة الشديدة مع الولايات المتحدة وهولندا. الأخبار المزعجة اعتبرت زيجفيلد أن بطولة التزلج على الجليد للرجال الأسوأ في تاريخ الألعاب الأولمبية، حيث سقط الفائز مرتين خلال التزلج، لكن الأدهى من ذلك أن منافسته كانت أسوأ.. وخسرت روسيا بطولة هوكي الجليد أمام الولايات المتحدة. وأمكن ملاحظة أن إحدى الحلقات الخمس، التي تمثل شعار الألعاب الأولمبية لم تضئ خلال حفل الافتتاح، وأمكن للكرملين إخفاء ذلك على الشعب الروسي باستخدام «كليب» سابق يظهر الحلقات الخمس مضيئة. كما كان أحد الفائزين بالميدالية الذهبية في مسابقات التزلج سويسريًا من أصل روسي بعد أن اختار اللجوء السياسي إلى سويسرا.. وتعليق أحد اللاعبين الروس صورة المغنيات الروسيات الثلاث اللاتي سبق وأن اعتقلهن الرئيس بوتين لأغنية (بوسي رويت) المناهضة له، لفت أنظار وسائل الإعلام الغربية.. ومما زاد الطين بلة استخدام لاعب روسي مناهض للنظام موسيقى روسية عند أدائه للمنافسة، فيما استخدم الثنائي الروسي الفائز موسيقى بريطانية. وليست تلك إلا بعض المظاهر السلبية لهذه الدورة، التي وصفتها زيجفيلد بأنها الأسوأ في تاريخ الألعاب الأولمبية. وهي تشرح وجهة نظرها تلك بأن الرئيس بوتين كان يعتقد أن عدم حدوث هجمات إرهابية خلال الدورة هو المؤشر الوحيد لنجاحها، ولم يضع في اعتباره عوامل أخرى كدفء الجو الذي تسبب في إفساد منصات وممرات وملاعب الجليد أمام المتسابقين. البعد السياسي لسوتشي ترى الكاتبة أن دورة سوتشي للألعاب الأولمبية الشتوية، التي تشبه السيف ذا الحدين بسلبياتها وإيجابياتها يمكن النظر إليها على أنها مختبر الكرملين لدولة سوفيتية بوليسية جديدة، لا تختلف كثيرًا عن الدولة السوفيتية السابقة إلا في استخدامها لوسائل التقنية الحديثة التي تسهل لبوتين الحكم كديكتاتور . فقد استمر في قطع الإنترنت، والتجسس على المحادثات الهاتفية، وهو ما كان يحلم به ستالين الذي كان يفتقر إلى التقنيات التي تسهل له تحقيق هذا الهدف. كما استخدم بوتين الجاسوس الأمريكي إدوارد سنودن لأهدافه الدعائية، كمحاولة لإظهار أن روسيا تحارب دولة الأخ الأكبر في الوقت الذي تطبق فيه - في حقيقة الأمر- نهج دولة الأخ الأكبر. وتخلص زيجفيلد إلى أن بوتين استخدم دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي كغطاء لخفض سقف الحريات في بلاده وتبني سياسة أكثر عدوانية للولايات المتحدة الأمريكية. وتنهي مقالها بالقول أن روسيا أنفقت ثمنًا باهظًا لإقامة هذا الأولمبياد على أرضها، لكن الثمن الذي ستدفعه ثمنًا للحرية يجعل من هذا الأولمبياد لا يساوي شيئًا.