تظاهر 20 ألف شخص على الأقل أمس (الأحد) في عدد من المدن البرازيلية ضد الفساد ودعماً للتحقيق في فضيحة شركة «بتروبراس». ففي برازيليا، تجمع حوالى خمسة آلاف شخص أمام البرلمان، وفقا لقوات الأمن. وأشارت الشرطة العسكرية في ساو باولو إلى أن زهاء 15 ألف شخص تظاهروا في شارع باوليستا. ونظمت تظاهرات أيضاً في مدن كثيرة أخرى مثل بيلو هوريزونتي (جنوب شرقي)، ريسيفي وسلفادور (شمال شرقي)، وفقا لصور بثها التلفزيون ووسائل الإعلام البرازيلية. ورحبت الرئاسة البرازيلية في بيان مقتضب مساء أمس بـ«حيوية ديموقراطيتنا»، مشددة على أنه «من الضروري أن تبقى السلطات متنبهة دائما إلى مطالب الشعب البرازيلي». وخرجت هذه التظاهرات في وقت دخلت البرازيل منذ الخميس مرحلة اضطرابات سياسية قضائية حادة مع اتهام رئيس مجلس الشيوخ رينان كالهيروس باختلاس أموال وإبرام اتفاق تعاون مع شركة «أوديبريشت» للأشغال العامة، وذلك في إطار التحقيق في فضيحة شركة «بتروبراس». وقررت المحكمة الاتحادية العليا المجتمعة في جلسة عامة بغالبية قضاتها، أن رئيس مجلس الشيوخ رينان كالهيروس سيحاكم بسبب اختلاس اموال عامة كما طالبت النيابة. وكالهيروس هو ثالث شخصية في الدولة وعضو في حزب الرئيس تامر «حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية». وقاد في الايام الماضية الهجوم على السلطة القضائية والمحققين في فضيحة الفساد المتعلقة بـ«بتروبراس». وستتم محاكمته على خلفية قضية قديمة تعود لعام 2007، وهي واحدة من الاجراءات القضائية الـ12 التي تستهدفه بشكل مباشر، بينها ثماني قضايا تتعلق بفضيحة اختلاس اموال في اطار فضيحة شركة «بتروبراس». وتوجيه الاتهام إلى كالهيروس يوجه ضربة جديدة لتامر الذي تولى الرئاسة خلفا لليسارية ديلما روسيف التي اقالها مجلس الشيوخ في نهاية آب (اغسطس) بتهمة تلاعب بالحسابات العامة، بعد اجراءات طويلة ومثيرة للجدل وازمة سياسية استمرت اشهرا وهزت هذه الدولة الناشئة في اميركا الجنوبية.