×
محافظة المنطقة الشرقية

الدفاع المدني يوثق حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر

صورة الخبر

حين نستعرض أحداث المملكة اليومية والشهرية والسنوية، نجد أنها في قلب الحدث ليس فقط تحديد العلاقات والسياسات مع أطراف دولية وعربية وإقليمية، وإنما ما وصلنا إليه من التقاء وفود على مستوى القمة، وما بعدها حين نشهد اجتماعات اقتصادية وهي الأساس في الدورة العالمية، والتي نحن جزء منها، وغيرها من المجالات الأخرى.. فالأسابيع الماضية، رأينا كيف انتخبت المملكة لمجلس الأمن ورفضت هذه العضوية بمبررات طرحت الأسئلة حول المجلس ولماذا لا تعاد صياغته وتوسيعه من أجل أن يصل إلى الأهداف العليا الحقيقية له، وبعدها بأيام تم انتخابها لتشغل مقعداً في مجلس إدارة الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر لمدة أربع سنوات.. ولو ذهبنا للشراكة مع دول وشركات ومجاميع علمية وفنية وثقافية على أسس التعاون وتحقيق المصالح، فلا نعتقد أن هذه اللقاءات مجردة من قيمتها واعتبارها استعراضاً إعلامياً، بل نجد كفاءات على المستوى الحكومي والقطاع الخاص من يطرح القضايا والحلول في حوار علمي لا نجد فيه عقدة التفوق للجانب الآخر حتى لو كان المندوبون جاءوا من خلال خبرات دولة متقدمة في مناحٍ مختلفة.. لقد دخلنا عضويات منتديات اقتصادية كبرى مثل مجموعة العشرين الاقتصادية وسجلنا حضوراً في البنك الدولي وصندوق النقد، وشاركنا في مبتكرات لم تقتصر على عنصر الرجال بل خاضت بناتنا ونساؤنا محافل استطاعت أن تثبت تواجدها في مراكز بحوث وجامعات ومنتديات مختلفة.. قد لا نرى من الداخل هذه المتغيرات والتبدلات، لكن المراقب الدقيق يرى أننا نتجه بالفعل إلى عالم المعرفة، ومشاهد هذه الطفرة نجدها في جيل الأطفال والشباب والكهول حين أصبح التواصل الاجتماعي والحصول على المعلومة سواء من خلال المحتوى العربي الذي لا يزال ضعيفاً أو الأخرى باللغات العالمية، وانعكاس هذا التأثير قد نحصد نتائجه في المستقبل القريب والتأثير الأهم سيكون من خلال المبتعثين لجامعات العالم المتقدمة، وهي الفرصة التي ستدخلنا عوالم التقنيات المتقدمة في مجالات التعليم والصحة والطاقة غير الناضبة، وهي التحديات التي ستواجه مستقبلنا. هناك من يطرح التشاؤم أكثر من التفاؤل، حين يرى أننا نسرف باستهلاك الطاقة ونعتمد على النفط في كل حياتنا، وأن فقر بيئتنا يفرض علينا أن ندفع بإمكاناتنا في العديد من المجالات، وهذه مخاوف لها ما يبررها، لكننا وحسب الخطط التي نراها نجد اهتماماً حقيقياً بالطاقة البديلة، ولعل المشاركة مع بلدان متقدمة في إنشاء المفاعلات النووية والمشاركة في البحوث العالمية في الطاقة الشمسية والرياح يصب في هذا الاتجاه، وإن كنا في البدايات الأولى لحشد العلماء والمختصين الوطنيين، فهذا يحتاج لزمن لأن بناء الإنسان هو الأصعب في مراحل التنمية المتقدمة.. الاتجاهات التي نسير بها تدعو للتفاؤل، لأن مجرد طرح الأسئلة لهموم الحاضر والمستقبل، يشكل وعياً متقدماً، ونعتقد أن وعي شاب اليوم يتفوق بمسافات طويلة عن الأجيال السابقة، لأن تفاعلاته مع المنجز العصري، والدخول إليه بدون رهبة أو حواجز نفسية أو اجتماعية، هو معطى جديد لرحلة التحدي الأكبر، وفرز أجيال العلم في تخطي أزمنة اليوم إلى الفضاء الرحب.