ما قيمة الحياة إن تجردت من أحاسيسنا النبيلة ومشاعرنا تجاه من نحب ؟ أزعم أن كثيرين استوقفهم بالأمس القريب خبر المعلمة بمحافظة القريات التي أهدت زوجها سيارة جديدة احتفالاً بذكرى زواجهما ! جمالية الخبر تكمن في مضمونه العميق، فهي تحمل في جوهرها فكرة تجديد الحياة وكسر جمودها، وتسجيل هدف في مرمى الملل، وتنشيط نسمة تنعش نمط الحياة الأسرية، وتحقن في الأوردة ترياقا من المحبة المتجددة، يحفظ لسنوات المعايشة تحت السقف الواحد التقدير المتبادل ودفء المشاعر الإنسانية.. وإقرار وامتنان لرحلة التعاون والتفاهم والشراكة الحميمة المثمرة، والسير معا داعمين بعضهما بعضا في دروب الدنيا وظروفها المتغيرة حلاوةً ومرارة. إن الحب والمودة هما مفتاح السعادة الزوجية، والوصفة الناجحة لاستقرار الأسرة و صلاح الأبناء، ولنا قدوة في الرسول الكريم فقد كان داخل بيته يخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب الشاة ويخدم أهله، بل كان يمتدح زوجاته عندما قال (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) فلا يخجلن أي من الأزواج عن إظهار حبه لشريك حياته، وعن البوح بما يستشعره من مودة ورحمة.. ولو بوردة حمراء بسعرها القليل ومعناها الكبير أو حتى ببيت شعر مجاني كما يقول الشاعر: تروح سنين وتجي سنين وأنا وياك أحلى اثنين وإذا مر الوفاء باكر بقول .. كل عام وأنت الحب