أعلن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي عن الانتهاء من مشروع المراكز الثقافية في معظم مناطق المملكة لتكون مراكز إشعاع للأدب السعودي، مؤكدا أن الوزارة تتحمل مسؤوليات كبيرة في دعم الثقافة والمثقفين والأدب والأدباء والفنون والفنانين وتسهيل متطلبات العمل الثقافي ودعم مؤسساته وهي مع العمل الجاد والمتميز بالأساليب والآليات الممكنة خدمة للوطن ورفع رايته خفاقة في المحافل كافة وإظهار الصور الحقيقية لثقافة وآداب وفنون وطننا العزيز. جاء ذلك، في كلمته التي ألقاها خلال افتتاحه مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس تحت عنوان «الأدب السعودي ومؤسساته: مراجعات واستشراف»، والذي يقام برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله». وكشف وزير الثقافة والإعلام عن حلم يراوده، في إنشاء موسوعة أدبية وثقافية وفنية للناشئة السعودية، حينما قال: «كان لدي حلم وزملائي أن نبدأ بالعمل على إنشاء موسوعة أدبية وثقافية وفنية للناشئة السعودية تساعدهم على معرفة ثقافة وتاريخ بلادهم وتاريخ توحيد البلاد على يد الملك المؤسس رحمة الله عليه سائلا الله أن يتحقق في القريب العاجل». تكريم «اثنينية خوجة» وأكد الدكتور الطريفي أن المسؤولية الملقاة على كاهل الأدباء كبيرة في هذا الوقت الذي يشهد تحولات كبرى في مختلف المجالات وتطورات وتستوجب التعامل معها بإحساس المواطنة الحقة ورصد هذه التحولات وقراءتها بلغة صادقة تدعم وحدة الوطن وتعزز دوره ومكانته الكبرى على الأصعدة كافة وتكون خير معين لأبنائه وبناته في العصر الحالي ومرآة للأجيال القادمة ومواكبة لرؤية المملكة 2030 في المجالات ذات الصِّلة بالأدب والثقافة والفنون. وأشار الوزير الطريفي إلى أنه بات بإمكان الأديب والمثقف السعودي والسعودية الحصول على فسوحات الكتب والتراخيص وإقامة الندوات والأمسيات بكل يسر وسهولة منذ عطلة هذا الأسبوع وذلك باستخدام الأجهزة وخدمات الرسائل النصية عبر أجهزة الهواتف النقالة ومعرفة حالة الطلب معبرا عن أمله بأن تنال هذه الخدمات رضا المثقف والأديب. تكريم سعد البواردي وأوضح أنه تم العمل على إعادة مسرح الإذاعة والتلفزيون حتى يتمكن من تقديم الأعمال الأدبية السعودية من قصص وروايات إلى الجمهور السعودي وحتى يكون الإعلام المرئي لدينا هو عاكس لنتاج الأدباء والمثقفين، مشيرا إلى أن هناك خطة شاملة تتعلق بتنشيط العمل المسرحي في كافة أرجاء المملكة. وعبر وزير الثقافة عن أمله بأن يقدم الباحثون والباحثات في هذا المؤتمر من خلال أوراق عملهم التي تجاوزت الستين ما يتناسب مع التطور الكبير في الأدب السعودي شعرا ونثرا ويسهم في تطوير حركة النقد والبحث والدراسات الأدبية في بلدنا ويقدم صورا حقيقية للتحولات المختلفة في مسيرة الأدب السعودي خلال العقود القليلة الماضية. وعاد وزير الثقافة والإعلام للوراء حينما استحضر بدايات المؤتمر، في قوله: «نتذكر الليلة بدايات المؤتمر في دورته الأولى في مكة المكرمة عام 1394هـ ثم دورته الثانية في مكة المكرمة عام 1419 هـ وبعد غياب أحد عشر عاما تبنت وزارة الثقافة والإعلام المؤتمر فعقدت دورته الثالثة في الرياض عام 1430 هـ ثم دورته الرابعة في المدينة المنورة عام 1434هـ». وأضاف: «استمرارا لجهود الوزارة تعقد هذه الدورة الخامسة في الرياض إيمانا بأهمية المؤتمر من ناحية وأهمية دعم الأدب والأدباء السعوديين من ناحية أخرى ورصد تطورات الأدب وأدواره ومؤسساته ودعم مجالات البحث والدراسة المختلفة شعرا ونثرا». ووجه الطريفي خالص الشكر للجان المؤتمر ولجميع الباحثين والباحثات الذين تفاعلوا مع عنوان المؤتمر ومحاوره، كما شكر ضيوف المؤتمر وفي مقدمتهم الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام السابق ورواد الأدب السعودي والمثقفين والمثقفات بالمملكة. من جانبه، ألقى الدكتور أحمد الطامي كلمة اللجنة العلمية نوه فيها بما حظي به الأدب السعودي خلال «مرحلة التأسيس والتجديد» من نصيب وافر من الدراسات والملتقيات والمؤتمرات، وما يشهده الأدب السعودي المعاصر من تطور ونمو في أجناسه وتجاربه وإنتاجه منذ عام 1400هـ/1980م، وحضوره الفاعل في حركة الأدب العربي شعرا وسردا ونقدا. د. عبدالعزيز خوجة خلال تكريمه من د. الطريفي وأوضح الطامي أن المؤتمر يناقش عدة محاور منها الأدب السعودي في الدراسات الأكاديمية والمناهج الدراسية، والأدب السعودي والهوية والانتماء الوطني، والأدب السعودي والأمن الفكري، وإبداع الشباب وقضاياه في الأدب السعودي، وأدب الطفل، وواقع المؤسسات الثقافية ومستقبلها معبرا عن أمله بأن يسهم المؤتمر في دعم الحركة الأدبية وإثرائها لمزيد من العطاء والحراك الثقافي. بعد ذلك ألقى الشاعر سعد البواردي كلمة المكرمين عبر فيها عن الشكر لمعالي وزير الثقافة والإعلام على التكريم الذي حظيت به شخصيات ومؤسسات ثقافية سعودية. وشدد البواردي على أهمية تعزيز الجانب الثقافي في حياة الفرد، ودوره في التنمية، وأهمية دور الأدباء في تعزيز النهضة وإثراء الحركة الثقافية لمزيد من النجاحات. وفي ختام الحفل الذي شهد تقديم عرض مرئي يحكي السيرة الأدبية والثقافية للشخصيات المكرمة قام الدكتور عادل الطريفي بتكريم 13 شاعرا أصدروا دواوين شعرية قبل عام 1400، هم: عبدالعزيز خوجة، وأحمد الصالح، وأحمد بيهان، وزاهر عواض الألمعي، وسعد البواردي، وسعد الحميدين، وسلطانة السديري، وعبدالله باشراحيل، وعبدالله سالم الحميد، وعبدالرحمن العشماوي، وفوزية أبو خالد، ومحمد السليمان الشبل، ومعيض البخيتان. كما تم تكريم 3 من المؤسسات الثقافية التي خدمت الأدب العربي وهي: «اثنينية عبدالمقصود خوجة»، و«كرسي الأدب السعودي في جامعة الملك سعود»، و«مجلة المنهل». وتتوزع أبحاث المؤتمر على 13 جلسة بمجموع 65 بحثا ويعد هذا العدد من أعلى المشاركات في المؤتمرات السابقة ومؤشرا على أن عنوان المؤتمر ومحاوره كانت مناسبة لرغبات الباحثين والباحثات.