النسخة: أول مقالة لي بعد عودتي إلى الكتابة في صحيفة «الحياة» يوم 14 آب (أغسطس) 2013 حملت عنوان «كل العيون على سامي»... وحدث كل ما توقعته بالحرف، ليس لأنني أضرب بالرمل، ولكن لأني قرأت المشهد كما هو من دون زيادة ولا نقصان، ومن دون أي تدخل للعواطف. فبتصديه لمهمة تدريب فريق بقامة وقيمة الهلال دخل سامي عش الدبابير بقدميه، وكان يعي المخاطر وأولها أنه يخاطر بشعبيته وتاريخه مع النادي، لاعباً وإدارياً ومديراً للكرة، وكان يعرف تماماً أن الهلال فريق بطولات ولن يرضي جمهوره بغير المستوى الرفيع والبطولات، ولكن ربما لم يكن يدرك حجم محبة الناس له، وبخاصة عندما خسر نهائي كأس ولي العهد فوجد أن الغالبية مازالت تقف معه على رغم المتربصين به والذين انتظروا موقعة النصر ليكون الحكم النهائي عليه، لهذا أجده الرابح الأكبر من تلك المباراة التي شغلت الشارع الخليجي أكثر من غيرها، فكانت بحق عودة لأمجاد السعودية الكروية بعدما تقهقر ترتيب منتخبها إلى أسوأ مراكزه منذ إصدار لائحة «فيفا» لمنتخبات العالم وبعد تراجع (هيبته)، وعندما زرت قطر والأردن وسلطنة عمان كان كثيرون يشجعون أندية بلادهم وفي الوقت نفسه لكل منهم ناد سعودي يشجعه، وبحسابات الربح والخسارة فاز الهلال على من هزمه مرتين وبـ10 لاعبين وبنتيجة كبيرة، وعاد ياسر القحطاني إلى هيبته وذكرنا بأيام 2007 عندما توج بصفته أفضل لاعبي آسيا على رغم تتويج العراق بطلة للقارة يومها. وبحسابات الأرقام قلص الهلال الفارق مع النصر إلى ست نقاط قبل ثلاث مراحل من نهاية الدوري، ما يعني بقاء الحرارة، وهو ما دعا الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر إلى أن يقول بكل واقعية إن فريقه لن يستحق اللقب إن لم يُحرز أربع نقاط من أصل تسع موجودة في الملعب.. وعلى ذكر النصر فعودته القوية وجماهيريتيه التي وصلت حتى الفلبين والكونغرس الأميركي و«تيفوهات» مشجعيه وحماسة مدربه الذي حمّله البعض وزر الخسارة أمام الهلال لمراهنته على إلتون بدلاً من الاستعانة بالعُماني عماد الحوسني أو بحسن الراهب على رغم أنهم جعلوا منه بطلاً على مدى العام ونصف العام الماضي.. هذه العودة منحت الدوري رونقه وإثارته وزادت في لهيبه، وهو - من دون أي نقاش - الفريق الأحلى والأمثل والأكثر ثباتاً في كل مبارياته، حتى في مباراة الهلال التي شهدت خسارته الأولى في 32 مباراة، وكان على أعتاب تحطيم رقم الشباب بالفوز في 34 مباراة متتالية... وبما أنني ذكرت الشباب، فإن سقوطه المفجع أمام النهضة بالأربعة ترك تريليون سؤال عن وضع الفريق الذي كان الأكثر إرعاباً لكل منافسيه، ومثل ذلك شكلت صدمة الاتحاديين بفريقهم أمام الرائد، والتي أكدت أن «العميد» لغز مُحيِّر استعصى على أهل الدار قبل غيرهم. mustafa_agha@