×
محافظة المنطقة الشرقية

اقتصادي / مشاريع رأس الخير المتنوعة تمثل أبعادا استراتيجية للاقتصاد الوطني

صورة الخبر

اتسمت مشاريع التنمية العملاقة التي بنتها المملكة، بأنها "قفزة تتبعها أخرى ونجاح يسبقه آخر"، حيث وضعت الاقتصاد السعودي برغم ما قد يمر به من صعوبات أحيانا على خارطة الاقتصاد العالمي، وجعلت منها عضوًا فاعلاً في مجموعة العشرين لأكبر الاقتصادات العالمية. ومن أهم نماذج هذه المشاريع العملاقة، صدور مرسوم ملكي عام 2006م بالموافقة على تكليف صندوق الاستثمارات العامة بتأسيس الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" لتقوم بتنفيذ وتشغيل الشبكة الحديدية والتي تشمل خط التعدين ونقل المعادن ومشروع قطار الشمال للركاب. وفي واحدة من محطات هذه الشبكة العملاقة، وبالتحديد في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية، سيتفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتدشين خط التعدين الذي يربط ميناء رأس الخير بمناجم الفوسفات والبوكسايت التابعة لشركة معادن وسط المملكة وشمالها. وقال رئيس هيئة النقل والرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية المكلف والمشرف على شركة "سار" الدكتور رميح بن محمد الرميح: "تدشين خادم الحرمين الشريفين لمشاريع "سار" في رأس الخير يشكل دعما قوياً لكافة مشاريع الشركة، ومحفزا لخططها المستقبلية، وتأكيدا على الدور الكبير الذي تقوم به شبكة الخطوط الحديدية للشركة في دعم مكونات الاقتصاد الوطني". وأضاف: "سار" تطمح في أن تكون شبكة النقل التي تصل بين مختلف أطراف المملكة، وننوه بدورها في نقل خامات المعادن من مناطق مناجم حزم الجلاميد في شمال المملكة والبعيثة بمنطقة القصيم إلى ميناء رأس الخير على ساحل الخليج العربي حيث مصانع التعدين وميناء التصدير". وأضاف رئيس هيئة النقل: "مساحة المملكة التي تتجاوز مليوني كم2 وموقعها الاستراتيجي الذي يربط شرق العالم بغربه؛ جعل إنشاء شبكة للسكك الحديدية ضرورة مُلِحّة، فعلى هذه الأرض المترامية الأطراف تفصل امتدادات صحراوية بين مختلف المدن والمرافق الصناعية الرئيسة، ومواقع كنوز الأرض من خامات البترول والمعادن، إضافة إلى الموانئ الرئيسة في كل من شاطئيها على الخليج العربي والبحر الأحمر؛ فالمسافة الكبيرة التي تفصل مدينة رأس الخير التعدينية على الخليج العربي عن مناجم المواد الخام لمعادن الفوسفات والبوكسايت في كل من شمال المملكة ووسطها، جعلت من الخطوط الحديدية أحد أفضل الحلول لدعم صناعة التعدين". وأردف: "قطارات التعدين تعد أفضل وسيلة نقل من الناحية الاقتصادية، وأكبرها من حيث الطاقة الاستيعابية، إضافة إلى ما توفره مناعتمادية عالية مع المحافظة على أعلى معايير الأمن والسلامة، والحفاظ على البيئة". وتابع: "من هنا انبثقت فكرة حكومة خادم الحرمين الشريفين نحو الاستثمار في تطوير بنية تحتية لشبكة كبرى من الخطوط الحديدية يمكن الاستفادة منها في دعم صناعة التعدين، وتقديم حلول نقل متكاملة بين شمال المملكة ووسطها وشرقها، تشمل نقل الركاب والبضائع بمختلف أنواعها، إلى جانب نقل منتجات المملكة من المعادن والبترول والبتروكيماويات إلى وجهاتها". وقال "الرميح": "مشاريع "سار" تتكون من خطين رئيسين، خط التعدين وهو الجزء المعني بخدمة القطاع الصناعي، ويمتد من منجم حزم الجلاميد بمنطقة الحدود الشمالية باتجاه كل من منطقتي الجوف وحائل، مرورًا بمنجم البعيثة في منطقة القصيم، حتى يصل إلى نقطة النهاية عند معامل و منشآت المعالجة والتصدير بمدينة رأس الخير الصناعية في المنطقة الشرقية على ساحل الخليج العربي، بطول إجمالي يبلغ 1.600 كيلومتر". وأضاف: "لقد نجحت الشركة خلال خمس سنوات من عمرها- بحمد الله- في تشغيل أول قطاراتها لنقل المعادن من مناجم الفوسفات في حزم الجلاميد، إلى مناطق المعالجة والتصدير في رأس الخير وتحديداً في شهر مايو 2011م، ووصلت الطاقة الاستيعابية للقطار خلال كلرحلة إلى نحو 16 ألف طن بما يوازي حمولة 650 شاحنة، تلا ذلك خلال عام 2014 م تشغيل قطارات البوكسايت من مناجم البعيثة في القصيم إلى رأس الخير بطول 575كم، والتي تصل طاقتها الاستيعابية حالياً إلى 11 ألف طن للقطار الواحد". وأردف: "ساهمت قطارات التعدين منذ بداية تشغيلها في إزاحة عدد ضخم من الشاحنات عن الطرق العامة بين مناجم المواد الخام ‏ومدينة رأس الخير، حيث بلغ إجمالي ما تم نقله حتى نهاية شهر أكتوبر من عام 2016 حوالي 17 مليون طن تقريباً أي بما يوازي حمولة 680 ألف شاحنة". وتابعه: "يضاف إلى عوائد الاعتماد على الخطوط الحديدية في مجال النقل إسهامها في المحافظة على موارد المملكة ‏الطبيعية للطاقة عبر تخفيض كميات الوقود المستهلكة في عملية النقل مقارنة بالشاحنات، حيث تجاوز الوفر في الوقود ما ‏يزيد عن 1.125 مليون برميل من الديزل".   ‏‏‏  ‏ وقال "الرميح": "تعمل شركة "سار" حالياً على استكمال الجاهزية لنقل منتجات مدينة وعد الشمال بواقع 10 آلاف طن يومياً من الكبريت المصهور وحامض الفسفوريك وغيرها من منتجات المدينة التعدينية؛ ليصبح بذلك إجمالي الشاحنات التي تزيحها قطارات شركة سار عن الطرقات في اليوم الواحد حوالي ألف شاحنة". وأضاف: "الخط الثاني هو الركاب والبضائع ويبدأ هذا الخط من الرياض، ويمتد باتجاه الشمال الغربي حتى يصل إلى مدينة القريات بالقرب من الحدود الأردنية مرورا بالمجمعة والقصيم وحائل والجوف بطول إجمالي يبلغ 1.250 كيلو مترا". وأردف: "الخط يخدم بدوره سفر الركاب بين ست محطات في هذه المناطق، إضافة إلى نقل البضائع العامة بين تسع محطات شحن، وتتصل بهذا الخط وصلة باتجاه منطقة البسيطا الزراعية في منطقة الجوف بطول 70 كيلومترًا". وتابع: "لدى "سار" نوعان من قطارات نقل الركاب ، "نهارية وليلية"، وسيتم تشغيل ستة قطارات عند التدشين الفعلي للخدمة منها4 نهارية وقطارين للرحلات الليلية، فيما تتوزع على خط الركاب ست محطات في كل من ،المجمعة، القصيم، حائل، الجوف والقريات". وقال "الرميح": "تتكون "النهارية" من قاطرتين وتسع عربات عبارة عن أربع عربات للدرجة الاقتصادية، وثلاث عربات لدرجة رجال الأعمال، وعربة الوجبات الخفيفة، وعربة لنقل الأمتعة بسعة 444 راكباً". وأضاف: "تتكون "الليلية" التي خصصت للمسافات الطويلة، من قاطرتين، و13 عربة عبارة عن ثلاث عربات للدرجة الاقتصادية، وعربة واحدة لدرجة رجال الأعمال، وثلاث عربات لمقصورات النوم، وأربع عربات لشحن السيارات، وعربة الوجبات الخفيفة، وعربة لنقل الأمتعة، ويتسع القطارلـ 377 راكباً". وأردف: "قطارات "سار" للركاب ستنطلق رحلاتها مطلع 2017م، في المرحلة الأولى من العاصمة الرياض من خلال محطة الركاب الواقعة بجوار مطار الملك خالد الدولي حتى محطة القصيم مرورا بمحطة المجمعة". وتابع: "ستصل القطارات في المرحلةالثانية الى حائل ومن ثم الى محطة الجوف والثريات في المرحلة الاخيرة حيث تهدف الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" من خلال قطاراتها السريعة والتي تصل سرعتها لـ220 كيلومتر في الساعة ، الى توفير وسيلة نقل أمنية وسريعة تحظى بالثقة". وقال "الرميح": "لدى الشركة مشاريع توسعة في المنطقة الشرقية تشمل ربط مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية بما فيهامن صناعات تعدينية بميناء الملك عبد العزيز بمدينةالدمام مرورًا بمدينة الجبيل الصناعية، إضافة إلى إنشاء شبكة داخلية في مدينة الجبيل الصناعية لربط مصانعها بميناء الملك فهد الصناعي، ومينائها التجاري". وأضاف: "تجاوزت التكاليف الإجمالية للمشروع 25 مليار ريال شاملة إنشاء الخط الحديدي بطول 2750 كيلو متر، وبناء 160 جسراً للعبور إضافة إلى ألفي عبارة لتصريف السيول ومياه الأمطار، وست محطات للركاب على امتداد الخط الحديدي، وثلاث ورش لصيانة العربات والقاطرات". وأردف: "شملت التكاليف إنشاء 36 مبنى لصيانة الخطوط الحديدية موزعة على كامل أجزاء شبكة الخطوط الحديدية، بالإضافة إلى مبنى المقر الرئيسي للشركة، وإنشاء أنظمة الإشارات والتحكم، وتوريد أسطول لنقل الركاب يتكون من ستة قطارات، أربعة منها نهارية واثنان ليليين، وأسطول آخر لنقل المعادن يتكون من ألفي عربة لنقل الفوسفات والبوكسايت، وصهاريج لنقل الكبريت المصهور، ومنتجات مدينة وعد الشمال".