باختصار شديد جداً... العربي الحالي ليس «عبدالمحسن الفارس» القادسية. انسحاب العربي من دوري كرة القدم مجرد سيناريو وحوار لفيلم سخيف، نهايته ستكون أكثر سخافة من بدايته. وكما هو متوقع سيعدل مجلس ادارة العربي عن قرار الانسحاب الذي يعتبر أشبه بفقاعة صابون. العربي ظاهرياً أعلن انسحابه الذي وجد كل ترحيب ومباركة من جماهيره العريضة، الى جانب الكثيرين ممن تعاطفوا مع موقفه في قضيته ضد اللجنة الموقتة، وبالتحديد مع لجنة الانضباط، حول أحقيته في قلب النتيجة لصالحه أمام «الكويت» صفر-3 على الرغم من خسارته 1-2 أمامه في «دوري فيفا» بسبب مشاركة فهد الهاجري الموقوف. لكن ما ينبغي التشديد عليه هو أن العربي الحالي ليس القادسية الذي كان يرأسه عبدالمحسن الفارس في 1997. الفارس وعندما وجد أن الاتحاد تخلى عن الاتفاق على إقامة الدوري من درجتين واعلن اعتماد «الدمج»، لم ينتظر رأي الاندية الاخرى في القضية التي اتفق فيها الجميع على خطأ الاتحاد الفادح ومخالفته الاتفاقات السابقة، فكانت المواجهة التي كشفت للجميع من هو «قادسية عبدالمحسن الفارس». حاول عدد من الاندية المراوغة والتلاعب في القضية، بل حتى إيهام الجماهير على موقفها الثابت في إجبار الاتحاد على إلغاء دوري الدمج، وكان أولها على الاطلاق العربي الذي حاول أن يستعرض بطولات إعلامية من دون أن يتخذ فيه قرارا واضحا وصريحا في الانسحاب على الرغم من تلويحه به. الفارس كان يعرف تماماً أنه سيكون وحيداً في الساحة وأن الثمن سيكون غالياً. لم يفكر بالخسائر بقدر ما كان يصر على الثبات على موقفه الصحيح، فكان الانسحاب التاريخي من دوري الدمج في الاجتماع الذي عقده مجلس ادارة النادي. وجاء رأي الأغلبية مؤيداً لقرار الفارس مع تسجيل معارضة بسيطة ضمت رضا معرفي. وفي النهاية، انسحب القادسية وسجل موقفاً للتاريخ نستذكره اليوم. للمواقف رجال وكان فارس القادسية مثالاً. واليوم يأتي العربي بقرار الانسحاب بإجماع كامل من مجلس الادارة، وهذا الغطاء الشرعي يستلزم الثبات امام جماهير «القلعة الخضراء».لكن وبكل اسف هذا القرار «ما راح يصمل عليه»، بل سينكشف قريباً ويفضح أصحابه على أنه جاء تحقيقاً لمكاسب شخصية بعيدة كل البعد عن مصلحة النادي وجماهيره، والقادم من الايام سيثبت للجميع أن اعلان الانسحاب لم يكن أكثر من مجرد فيلم سخيف سعى من خلاله «البعض» الى تحقيق مكاسب على حساب إخفاء عيوب داخل النادي لا تخفى على أحد... ولا عزاء لجماهير «الأخضر». العربي بمجلسه الحالي لن يكون مجلس عبدالمحسن الفارس، بل هو اعتاد المراوغة في معظم المواقف، إذ يتقدم الصفوف مع كل قضية، ثم ما تلبث أن تجده في آخر الصفوف في نهاية المطاف. لا يجدر برئيس اللجنة الموقتة فواز الحساوي أن يقلق أو يهلع من قرار العربي. حتى أنه لم يكن هناك ضرورة كي تطلب ادارته من العربي العدول عن قرار الانسحاب. على الحساوي أن يعلم تمام العلم بأن القائمين على العربي سيعدلون عن قرارهم وبمحض ارادتهم كما درجت عليه العادة، لأن كل ما جرى في الآونة الأخيرة مجرد «مسرحية اعلامية».