قال الشيخ الدكتور أحمد بن محمد هليل، قاضي قضاة، وإمام الحضرة الهاشمية، وزير الأوقاف وشؤون المقدسات الإسلامية سابقًا بالأردن: لقد أحسنت جائزة نايف بن عبدالعزيز ومشاركة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة باختيار موضوع في غاية الأهمية والدقة والخطورة ليكون محور مؤتمرها القادم ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام، خاصة في أيامنا هذه التي أصبحت فيها شبكات التواصل تفرض نفسها في البيت بين يدَي الرجال والنساء والأزواج والزوجات والأبناء والبنات، ومع الأطفال والشباب، فقد تجاوزت كل الحدود، واخترقت كل القيود في عالم انتشرت فيه العولمة دون استئذان. وأضاف: أصبحت هذه الشبكات لدى الأجيال بمثابة وسائل التلقي والتلقين والثقافة والتوجيه لأبنائنا وشبابنا، ونحن لا نُنكِر أن فيها بعض الجوانب المشرقة والمواقع النافعة الموفقة، ولكن مواطن الشر ومواقع السوء والضُّر تفتك بالجيل وتهدر طاقات الأمة؛ فالأوقات ضائعة والصحة مهدَّدة، وحدِّث ولا حرج عن الأفكار الهدَّامة المنحرفة، والثقافات الضالة الجارفة، والتي أخذت تفتك بشبابنا، فترى الواحد منهم يتنكَّر لأبيه وأمه وأخيه وأخته وابن خالته وابن عمه، وربما تجرَّأ على تكفيرهم وقتلهم. وأوضح هليل أنّ من أشد المخاطر فتكًا بالأمة تلك الشائعات والأباطيل، فانتشر الكذب والافتراء والصور الملفقة والأخبار الكاذبة دون أدنى مراعاة لمصالح الأمة وأمن الوطن وخصوصية المواطن، تنخر في عضد الأمة، وتهدد أمن الوطن، وتخترق حرمات الناس وخصوصيات المواطن؛ الأمر الذي يستدعي أولي الهمم وأرباب العزائم أن ينهضوا لبيان مخاطر هذه الشبكات وأضرارها والتحذير من عواقبها وآثارها. وأكد قاضي قضاة الأردن على تقديره للمملكة العربية السعودية ودورها الجليل في رعاية الحرمين الشريفين وخدمتهما وإعمارهما والمحافظة عليهما.