صادق مجلس الشيوخ الاميركي بأغلبية ساحقة على تعيين سامانتا باور سفيرة للولايات المتحدة لدى "الامم المتحدة"، في خطوة سارع الرئيس باراك اوباما الى الترحيب بها. واقر المجلس باغلبية 87 صوتاً مقابل 10، باور المتخصصة في حقوق الانسان وجرائم الابادة، خلفا لسوزان رايس، التي تولت رئاسة مجلس الامن القومي في "البيت الابيض". وحصلت باور (42 عاما) التي تحمل شهادة في الحقوق من جامعة هارفرد وكانت مساعدة خاصة للرئيس باراك اوباما، خلال عملية المصادقة على تعيينها على دعم واسع باعتبارها ستكون مدافعة نشيطة ومفوهة عن مصالح الولايات المتحدة. وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ في منتصف تموز/يوليو اكدت باور انها ستدافع "بلا كلل" عن اسرائيل التي تتعرض في الامم المتحدة لانحياز "غير مقبول" ضدها، على حد تعبيرها. وقالت يومها "رغم ان هذه المنظمة انشئت في ظل الهولوكوست (محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية) فاننا نرى فيها انحيازا واضحا وتهجمات على اسرائيل التي يجب ان تكون شرعيتها بعيدة عن اي جدل وامنها بعيدا عن اي تشكيك". واضافت ردا على سؤال بشان رغبة اسرائيل في تمثيل مجموعة الدول الغربية في مجلس الامن عام 2018 ان عضوية "مجلس الامن افلتت من اسرائيل رغم مساهماتها الكثيرة منذ سنوات". واشارت باور الى انه "لا يمكن ان تكون هناك معايير لدولة ومعايير غيرها لدولة اخرى والولايات المتحدة ليس لها صديق في العالم اكبر من اسرائيل". واكدت "سوف اكافح من اجل اسرائيل وساعمل على الدفاع عنها بلا كلل". لكن في موقعها الاساسي الجديد في ادارة اوباما، ستسعى باور على الارجح لان تكون اكثر ديبلوماسية مما كانت عليه في بعض المناسبات في السنوات السابقة بتصريحاتها الحادة حول اسرائيل والولايات المتحدة. فقد دعت في 2002 الى وقف المساعدة العسكرية لاسرائيل والقيام في المقابل باستثمار مليارات الدولار في الاراضي الفلسطينية. لكنها اعربت عن الاسف لهذه التصريحات وعن انتقادها لنفوذ اللوبي الاسرائيلي الزائد في الولايات المتحدة. كما واجهت انتقادات لعدد من الملاحظات التي ابدتها قبل عقد بما في ذلك حديثها عن "جرائم ارتكبتها" الحكومة الاميركية. وفي كتابها "مشكلة جهنمية: اميركا وعصر الابادة"، اشارت باور الى الخيارات الصعبة التي تواجهها الانظمة الديموقراطية الغربية عندما ترى جرائم ابادة ترتكب في الخارج.