انطلاقاً من ذلك كله، فلربما يكون للأصوات المنبعثة مما يسمّى «مُخدّرات رقميّة» تأثيراً في دماغ من يستمع إليها، بل أن مروّجيها ينصحون باستعمال سمّاعات رأس تضخّم الصوت، مع الاستلقاء في غرفة مظلمة، لزيادة تأثيرها. إذ أشارت دراسات حول فعاليّة «المُخدّرات الرقميّة» إلى أن أصواتها ربما أعطت كثيرين بعض الأحاسيس الشبيهة بالنوم أو التنميل في الأطراف. وفي أحوال أخرى، تبعث موسيقى المُخدّرات الرقميّة إحساساً بالغثيان أو الصداع. وإذا كان بعض المراهقين يعتقد بأن الإثارة المطلقة تكون في انتظارهم عندما يستعملون تلك الملفات الصوتيّة، فإن هناك أدلة مصوّرة تدل على أن المستخدمين الشباب ظهروا كأنهم في حال انتشاء كبيرة. كما لفت بعض اختصاصيي الطب النفسي- العصبي إلى أن الأحاسيس التي تولّدها المُخدّرات الرقميّة تأتي ببساطة بأثر من الإيحاء الذاتي والاستعداد إلى الولوج في عوالم السعي إلى النشوة وأوهامها. وبقول آخر، يكون الشخص هو نفسه مستعداً نفسياً للدخول إلى عالم الاسترخاء والتأمل، ولا تكون تلك المنتجات الرقميّة سوى أداة للخدر الذاتي. في المقابل، شدّد اختصاصيون نفسيون على الآثار المختلفة للاستماع إلى موسيقى متفاوتة بالأذنين معاً. ولاحظوا وجود تقارير تفيد بأن تلك الموسيقى تتكوّن في جلّها من أزيز وطنين وصرير، وهي أصوات من شأنها توليد بعض آثار عصبيّة، خصوصاً في التأثير سلبيّاً في مراكز الانتباه والوعي والذاكرة، إضافة إلى حال من العصبيّة و»النرفزة» والقلق. ومن الملفت أن تلك الملفات الصوتيّة التي يفترض أنها «مدهشة»، متوافرة على الإنترنت، لكنها غير مجانيّة بل تسعّر وفق المدة الزمنية للتسجيل، ما يعني أن أسعارها تتراوح بين بضعة دولارات والمئات منها. بقول آخر، هناك سوق واسعة، وتأتي أرباحها من شباب يرغب في خوض غمار تلك التجربة المكلفة، مالياً ونفسيّاً.