×
محافظة المنطقة الشرقية

مركز الملك سلمان: الميليشيا الانقلابية تعيق الأعمال الإنسانية في اليمن

صورة الخبر

عبد اللطيف الزبيدي أستعيد جملة وردت في عمود أمس، لم تأخذ حقّها، وأبني عليها: الدماغ البشريّ معدّ سلفاً لإنسان لا يشبه الآدميّ اليوم. المقولة عن أينشتاين إنه لم يستخدم من قدرات دماغه حتى عشرة من المئة، تبدو قصيرة النظر، فهو على الأرجح لم يستعمل ولا حتى واحداً من الألف. عملية حسابية بسيطة: إذا كان الدماغ يستطيع تخزين خمسة مليارات كتاب من مئتي صفحة، فإن من يقرأ خمسين ألف كتاب، وهو رقم مبالغ فيه، لا يكون قد شغل من حيّز التخزين غير صفر فاصل صفر صفر واحد (0,001) من المئة. خمسون ألف كتاب، بمعدل ثلاث دقائق للصفحة، تحتاج إلى سبع وخمسين سنة من القراءة المتواصلة ليل نهار من دون توقف. فهل هذا الدماغ الجبّار معدّ لهذا الآدميّ، الذي يتطلب آلاف السنين ليتحرّر من براثن الحيوانيّة. هبه استطاع ذلك، فهذه المعجزة قطرة من بحر. دماغه سيكون مجرّد قرص صلب عملاق. المهمّ هو القدرات الإبداعية الخارقة، التي تتجلّى بمئة تريليون تشابك عصبيّ. عقليتنا لا تزال ترى العبقريّة في الحفظ. جلّ المناهج العربية يستحق التكريم بسلّة مهملات، عسى أن يدرك العالم العربيّ عبث التخلّف العلميّ. سيكون قزماً بدائياً أمام عمالقة التقدّم العلميّ. ستظهر الفوارق النجوميّة المرعبة بعد بضعة عقود. ما نراه اليوم سيتضاعف بسرعة لا يشعر بها الخارجون من صناعة التاريخ. الدماغ ذو بناء فيزيائيّ كونيّ، بينما مناهجنا قائمة على تراث وتربية من الماضي السحيق. العرب، عدا قلّة قليلة، يمارسون سلوكيّات بالية بدائيّة في عصر الفضاء. طبيعة الدماغ فيزيائيّة رياضيّة تقانيّة، وليست موروثاً تراثيّاً. مناهج التعليم يجب أن تؤهل هي وكل طواقمها، على قاعدة أن الدماغ ذو بنيان فيزيائيّ كونيّ. هل تعلم جنابك أن حاسّة الشمّ لديك تستخدم فيزياء الكم (الكوانتوم)؟ الجزيء الكيميائيّ لرائحة ما يكون مساوياً أحياناً في الحجم لجزيء رائحة أخرى مختلفة، لكن الدماغ يدرك الفارق من خلال الذبذبات التي يطلقها الجزيء، وهذه فيزياء كميّة. المفاجأة هي أن الرائحة تشبه الصوت في هذا، فهل كان شعراء التصوّف فيزيائيين حين تحدثوا عن تجاوب الحواس، الذي أخذه عنهم شعراء الرمزيّة، مثل شارل بودلير في قصيدة تجاوبات: العطور، الألوان والأصوات تتجاوب، فيسمع الإنسان بأنفه ويرى بأذنه ويشمّ بعينه؟ لا نحلم بأكثر من أن تتجاوب المناهج العربية مع الحاضر والمستقبل العلميّيْن ومتطلّبات قدرات الدماغ. لزوم ما يلزم: النتيجة التربويّة: حين تربيّ الطفل على عقليّة الماضي، فأنت تؤهله للعيش في الماضي. abuzzabaed@gmail.com