×
محافظة المنطقة الشرقية

كيف تحمين نفسك وعائلتك من فيروس كورونا؟

صورة الخبر

مَن يُرد أن يُقنِعَ نفسَه بأن نهاية العالم قادمة، فعليه ألا يرهقَ نفسَه بقراءة الأخبار. ويكفيه أن يتحدث مع جاره المتشائم، الذي يكشف له كمْ أن الرياح باردة مع أن الشمس دافئة، وأن وظيفته التي كان يحلم بها صعبة جداً، وأن الحياة سيئة في مجملها، وأن السياسة شرٌّ محض، وأن الناس قد فسدت أخلاقهم. تقول الدراسات: إنه من بين 60 ألف فكرة تراودنا في اليوم توجد ثلاث أفكار إيجابية منها فقط. لذا فإنه ليس من العجيب أن أغلب الأشخاص يميلون إلى الانغماس في الأفكار السلبية. في هذه الفترة يبدو من المعتاد أن نكون ذوي أمزجة سيئة وأن نُظهِر انشغالَنا بتلك المشكلات الصغيرة المعروفة بمشكلات العالم الأولى. ومن الطبيعي أن نُظهر بعض الأنين والنحيب على بعض الموضوعات من هنا وهناك، لكن بعد ذلك يصبح من الخطر جداً أن تتحول أمزجة الناس في بيئتهم المحيطة إلى أمزجة سيئة بمرور الوقت. وعليه فإن المثل القائل "مَن أكثر الجلوسَ مع قومٍ، سيغدو مثلَهم" صحيح. خرجت عالمة النفس إيلاينة هاتفيلد بنتائج من دراسةٍ أجرتها في جامعة هاواي، جاء فيها "رويداً رويداً نَقبل اللهجة والوضعية الجسدية وحتى تعابير الوجه من الأشخاص الذين نكثر الجلوس معهم وتنتقل إلينا". ومثل أي مرضٍ معدٍ آخر ينقُل الأشخاص السلبيون مزاجهم السيئ إلى بيئتهم المحيطة، ولن يظل هذا بدون تبِعات، وفقاً لتقرير أعدته "Business Insider". التشاؤم معدٍ المشكلة الأكبر تكمن في أننا نتحمل الوضع العقلي للناس في بيئتنا المحيطة، وعندما يفكر الناس حولنا تفكيراً سلبياً باستمرار، فإننا سنغدو سلبيين أيضاً عاجلاً أو آجلاً. وليس هذا كل ما في الأمر فحسب؛ إذ أن علماء الأعصاب يرون أن الأشخاص السلبيين يضرون بصحتنا. فعندما نكون في مجتمَع يكثُر فيه السلبيون، فإن ذلك قد يؤدي إلى تحفيز التوتر في أجسامنا. وعند التوتر يبدأ القلب بالنبض بصورة أسرع، في حين تقل درجة التركيز، كما أظهرت دراسة علمية أخرى أنّ مَن يصاب بالتوتر، تكون قدرته على حل المشاكل أقل. وقد أثبتت العديد من الدراسات، أن التوتر الدائم يقصِّر العُمر، ولذا لن يكون الضرر الذي ينقله لنا السلبيون منحصراً في مزاجنا وحسب، بل سينعكس على الصحة ويقصِّر أعمارَنا أيضاً. ثمة حل للمشكلة: فرْض المزاج الجيد مثلما هو الأمر في كثير من الأحيان، يمكن أن نجعل من السلبيات شيئاً إيجابياً، والخبر الجيد يقول إن المزاج الجيد أمرٌ معدٍ. فقد وجد باحثون بريطانيون من جامعة وارويك أن مخاطر الاكتئاب تقل، عندما يُحاط المرءُ بأصدقاء يتمتعون بصحة جسدية جيدة. وبما أنه من المستحيل إبعاد جميع السلبيين من محيط المرء، تبقى إذاً هذه الإمكانية: وهي فَرْضُ المزاج الجيد على الناس، بدلاً من ترك العدوى تنسحب علينا. - هذا الموضوع مترجم بتصرف عن النسخة الألمانية لـ “هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .