مرّت المواطنة ريم البوعينين، بتجربة قاسية غيّرت من توجهاتها، وحولتها إلى محاربة لمرض السرطان، وكانت نقطة التحول في حياتها يوم اكتشافها إصابة شقيقتها بمرض السرطان في عام 2007، واحتاجت إلى دعم الأسرة كاملة حتى تتخطى آلام المرض وتنتصر عليه. وبعد نجاح ريم في توفير الرعاية النفسية لشقيقتها، حتى شفيت تماماً من السرطان، قرّرت أن تنقل تجربتها إلى المجتمع عبر تدوينات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لمساعدة المرضى على الاستشفاء. وما أن نشرت تغريدات على تويتر حول التعامل مع السرطان بإيجابية، حتى لاقت اهتماماً من مرضى وأسرهم، واستمرت في تدويناتها، ومع تزايد الاهتمام، توسعت وأصبحت الآن مسؤولة عن مؤسسة كبرى تحمل اسم السرطان الإيجابي. وخلال أعوام قليلة، حققت المؤسسة نجاحاً كبيراً في دعم مئات المرضى نفسياً، وساعدتهم في الانتصار على المرض، ونظمت فعاليات عدة لتوعية المجتمع بسبل الوقاية من المرض الخبيث، وأصبحت أول مؤسسة اتحادية معنية بدعم مرضى السرطان والتوعية بمخاطره. عشانج يا الغالية أطلقت مؤسسة السرطان الإيجابي، الثلاثاء الماضي، حملة توعية بعنوان عشانج يا الغالية، بهدف التوعية بأمراض سرطان الثدي وطرق الوقاية منها وكيفية محاربتها واكتشافها في مراحلها المبكرة، وتستمر فعاليات الحملة حتى آخر الشهر الجاري.ودعا عضو المؤسسة محمد الكندي (كانو)، النساء والرجال، إلى الاستفادة من حملة التوعية عشانج يا الغالية، التي تهدف إلى نشر الوعي بسرطان الثدي، والتأكيد على أن المرض يصيب النساء والرجال أيضاً. وقال (كانو)، الذي يشارك في الحملة، ويروّج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن الحملة مستمرة اليوم في غاليريا أبوظبي، ثم تنتقل إلى مول الإمارات في دبي، ومنها إلى مدينة العين، وتستهدف نشر الوعي بالمرض بين 4000 شخص. وأضاف أن الحملة يشارك فيها أطباء متخصصون في الأورام والطب النفسي والصحة العامة والتغذية، لتوعية الجمهور بالمرض، وكيفية الوقاية منه. وتشارك ريم فريقاً من المتطوعين المواطنين من الناجين من السرطان، يعملون على نشر التوعية بالمرض، ووضعت المؤسسة في مقدمة أهدافها، توعية النساء والرجال بخطر سرطان الثدي، والتحذير من أنه يصيب الجنسين. وتقول ريم لـالإمارات اليوم إن السرطان الإيجابي مؤسسة تطوعية بالكامل، غير ربحية، تهدف إلى تغيير الطريقة التي يواجه بها الناس السرطان. وأوضحت حين يعلم المريض أنه مصاب بالسرطان، يصاب بحالة نفسية سيئة، ويعتقد أنه بات قريباً من الموت، ويستسلم كلياً للمرض، في حين أنه يملك القدرة على تخطي هذه الأزمة اذا ما تعامل مع الورم بإيجابية، وتناول العلاج ومارس حياته بصورة طبيعية، وهذا هو الهدف الرئيس للمؤسسة. وأضافت أن فكرة المؤسسة تعود إلى عام 2010، عندما قرّرت تغيير اسمها في حسابها على توتير إلى السرطان الإيجابي، بعد أن لاحظت أن تغريداتي حول مرض السرطان والتأقلم معه لاقت صدى إيجابي، وفي عام 2011، ألتقت مع مجموعة من الشباب المواطنين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وحفّزها سموه للمضي قدماً في هذه المبادرة. وفي نهاية 2011، أطلقت ريم موقع السرطان الإيجابي على الإنترنت، ونشرت دراسة استقصائية لتقييم مستوى التوعية حول السرطان لدى الجمهور والمرضى في الدولة، وانتهت الدراسة إلى أهمية زيادة الوعي لتحسين حياة مرضى السرطان وتقديم الدعم لأسرهم وأصدقائهم من جهة أخرى. وفي العام نفسه، اكتسبت المبادرة دعماً قوياً على موقع تويتر من قبل سمو الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية، بعدما قام فريق العمل بنشر مقطع فيديو بعنوان تحية من مرضى السرطان في الإمارات بمناسبة اليوم الوطني الـ40 للدولة. وأشارت ريم إلى أن المؤسسة تعمل على أن تكون مصدر قوياً للمعلومات حول دعم مرضى السرطان باللغتين العربية والإنجليزية عبر موقعها الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، كما تهدف إلى دعم جميع المتضررين من السرطان نفسياً، سواء كانوا مرضى أو ذويهم والمحيطين بهم. وتحرص المؤسسة على تنظيم فعاليات توعية بكيفية التعامل مع المرض بدء من مرحلة التشخيص ثم مرحلة العلاج، إلى جانب بناء قواعد معلومات إلكترونية حول السرطان وكيفية التعامل معه في مختلف مراحله. وفي يوليو الماضي، نظمت المؤسسة مبادرة أنا بطل في دورتها الثانية، لدعم وتكريم الأطفال الناجين من مرض السرطان. وقالت ريم، تم تكريم 20 طفلاً ناجياً، مع ذويهم الذين وقفوا إلى جانبهم في رحلة العلاج، لافتة إلى أن المبادرة تهدف إلى إبراز أهمية الطاقة الإيجابية، والمعنويات العالية التي قدمها ذوو الأطفال المصابين بالسرطان. وعملت المبادرة على تكريس مفهوم التعايش بإيجابية مع السرطان، سواء على مستوى المصابين أو ذويهم الذين تُلقى على عاتقهم مسؤولية دعم المصابين، وتقوية عزيمتهم وطاقاتهم الإيجابية لمواصلة رحلة الشفاء من المرض.