×
محافظة مكة المكرمة

جدة تستضيف المؤتمر الرابع عشر للثروة المعدنية

صورة الخبر

نوَّه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أن الفضل في فوز دونالد ترامب بالرئاسة يعود إلى غضب الطبقة العاملة إزاء العولمة، لكن العولمة قد لا تكون شرا، ولذا يجب استبدال هذا الغضب بالتعاطف البناء. في رحلته الأخيرة إلى الخارج كرئيس، حاول أوباما أن يشرح لمضيفيه الأجانب اتجاهات المجتمع الأميركي التي أدت إلى انتخاب دونالد ترامب، فقال ربما كان ترامب يخاطب الناخبين فقط بأنه في حاجة إلى "زعزعة الأمور"، بقوله إن العولمة وعمليات المكننة أو التأليل (بالآلات) في مكان العمل قد أدت إلى التفكك الاقتصادي وعطلت حياة الناس. وأضاف أوباما أن كلا من دونالد ترامب والسيناتور بيرني ساندرز استغلا هذا السخط، الذي يحدث أحيانا متلفعا بقضايا الهوية العرقية أو الدينية أو الثقافية أو بمزيجها المتفجر جميعا. في الواقع، لقد كان غضب الناخب تجاه العولمة شعارا لحملة ترامب الرئاسية هذا العام، مُركزا على أن من آثارها على الطبقة العاملة تدفق المهاجرين للعمل في الولايات المتحدة. ووعد ترامب بدحر العولمة مع تأمين الحدود بشكل أكثر إحكاما وإعادة صياغة الاتفاقات التجارية. وفي حين أن العولمة تسهم بلا شك في تغييرات الاقتصاد الأميركي، فإن آثارها يمكن أن تكون مبالغا فيها، استنادا إلى دراسات اقتصادية مختلفة. أوضحت بيانات عالمية أجراها مركز أبحاث بريطاني غير حزبي أن اقتصادات الدول الغربية المتقدمة أبلت بلاء حسنا، مقارنة مع كثير من بقية دول العالم. ولم تكن لها عوامل سيئة سوى عامل واحد يتمثل في سوء توزيع الثروة. ووجدت الدراسة أيضا أن "السياسة الداخلية أمر أساسي لتحديد العمل على مستوى معيشة الشعب، حتى في عالم العولمة، وأن التغييرات على سياسة التجارة، حتى عندما يكون مرغوبا فيها، ليست بديلا عن الضرائب والفوائد التصاعدية، وسياسات الأجور العادلة، وبناء المساكن الكافية". وهذا يترك مسألة ما إذا كان هناك ما يبرر غضب الناخبين من العولمة خلال الحملة الانتخابية. في كتابها الجديد "الغضب والغفران: الاستياء، والكرم، والعدل"، تقول الأستاذة مارثا نوسباوم، من جامعة شيكاغو، إن الغضب وسياسة اللوم ليسا ضروريين لتحقيق العدالة إذا كانا يهدفان ببساطة إلى جزاء بمثل صنيعهما. وفي الواقع يُمكن أن يكونا عائقين أمام "الكرم والتعاطف اللذين يساعدان على بناء العدالة مستقبلا". وقالت أيضاً إن اللوم يُقسِّم الناس ويخلق الشر بدلا من أن يساعد في الحلول البناءة. وينبغي على القادة ألا يحوِّلوا مشاعر العجز إلى غضب. "إننا بحاجة إلى قادة روحانيين وعاطفيين يمكنهم توحيدنا والتفافنا حول مواجهة المستقبل بروح من الانفتاح على الآخر والتسامح والتعاون البناء". يبدو أن كلا من ترامب وأوباما، وكذلك العديد من القادة في الكونجرس، قد تركوا غضب حملة الانتخابات الرئاسية وراءهم. وعندما يتولى ترامب مقاليد السلطة، فقد يجد أن محاربة العولمة أقل حماساً مما كان يهدف في برنامجه الإصلاحي.