إن التقدم الطبي والمسافة التي قطعها في التغلب على بعض أسباب العقم، ساهم بشكل كبير في رسم الابتسامة على وجوه الكثير من الأسر التي لا يمكنها الإنجاب إلا عن طريق العلاج. «الوسط» التقت بعض هذه الحالات، وتحدثوا بما مروا به من مراحلَ قبل بدئهم العلاج وبعده حتى تكلل سعيهم بالنجاح. بدأت أم رضا (أم رضا الكنية التي أحبت أن تكنى بها قبل حملها) حديثها إلى «الوسط» عن الأضرار التي قد تلحق بالمرأة إذا لم يكن لديها أطفال، قالت: «بالنظر إلى الجانب الأسري فإنجاب الأطفال أمر ضروري وهام لتكوين الأسرة ومنحها كثيراً من الاستقرار والطمأنينة، والمساهمة في التقليل من المشكلات بين الزوجين، والتي قد تصل أحياناً إلى الطلاق، وأما في الجانب الاجتماعي فالموروثات المقيتة حدث ولا حرج فالمرأة التي لم تنجب أطفالاً تكن عرضة لحديث الناس، ومحل نظراتهم، وقد تتطور الأمور أكثر لتصل إلى كره أهل الزوج إليها». وواصلت «يجب على المجتمع السعي في زرع الأمل عند المرأة، بدلاً من تثبيطها والحد من عزيمتها». وتابعت «في بادئ الأمر كانت الأمور صعبة بالنسبة إلينا كزوجين لأن الحالة المادية كانت لا تكفي بسبب المصاريف المختلفة، ولكن الفكرة تبلورت على أن نبدأ الفحوصات أولاً وكما يقول المثل (لا يسقط الميسور بالمعسور)، وبعدها نقرر ما هي الخطوات التالية بحسب النتائج التي سنحصل عليها. فمن الممكن أصلاً أن العلاج لا يحتاج لكلفة باهظة لان الحل أحياناً في كبسولة لا يتجاوز سعرها 5 دنانير». وتابعت «تبين من النتائج أن الإصابة مشتركة بين الزوجين ولكن بنسبة متفاوتة، ونصحتنا الطبيبة أن نلجأ لإحدى الوسائل الطبية المساعدة على الإنجاب، إما بإجراء عملية التلقيح الصناعي أو عملية أطفال الأنابيب، فاخترنا حينها التلقيح الصناعي، بدأنا المرحلة التالية من العلاج وتهيأنا لإجراء العملية وفعلاً أجريناها وكان ذلك بعد انقضاء 6 سنوات من زواجنا. ولكن للأسف كانت النتيجة سالبة». بارقة أمل وأكملت «كررنا عملية التلقيح الصناعي مرة أخرى، وبعد انتظار أسبوعين ظهرت النتائج وكانت إيجابية، حينها لم نصدق من الفرحة التي انتابتنا بعد سماعنا الخبر، ولكن سرعان ما تبدد هذا الحلم بعد أسابيع حيث أكدت لنا الطبيبة حينها أن الحمل لا يمكن له الاستمرار لأنه كان خارج الرحم». جاء رضا وقالت: «بعد عام من تجربتنا الأخيرة، ازدادت عزيمتنا للإقدام على العلاج مرة أخرى بحماسة أكبر، ولكن هذه المرة اخترنا عملية أطفال أنابيب. بدأنا دورات العلاج وأخذ الحقن اللازمة وحددنا الموعد مع الطبيبة لإجراء العملية والتي تكللت بالنجاح ورزقنا الله تعالى ابننا البكر رضا الذي أضاء لنا المنزل بعد انتظار 9 سنوات».