في عيوني تنطوي كل الفراغات السحيقة كيف أسلو؟ أين أخلو؟ لم أعد أذكر شيئاً غير أني صفعة النسيان في وجه الحقيقة الشاعر حمد حميد الرشيدي يواصل العدو الحثيث في عالم الشعر والرواية والنقد، ومن يتابع ما يكتبه الرشيدي من شعر أو نثر أو ما يقدمه من برامج متلفزة سيجد بأن هذا الكلام الموضوع في الأعلى يعيد رسم الخارطة الفلسفية لمجهود لغوي فني إبداعي اسمه حمد الرشيدي. من يحاول اجتزاء كلمات هذا المقطع الشعري «تنطوي - الفراغات السحيقة - أسلو - أخلو - وجه الحقيقة» سيجد أن هذه الكلمات تلخص بجلاء شخصية الرشيدي الأدبية المجبولة على بذل الجهد وتقديم العطاء، وكم يعيد النظر لما هو موجود في أعلى الصفحة، ويقف عند «طيف – أين» سيدرك بأن هذا الجهد معجون بحب طرح الأسئلة واكتشاف ما وراء علامات الاستفهام من أجل تحقيق رؤية فلسفية لا تعني الشاعر/ الكاتب/ الروائي، وما شئت أن تقول عنه، إنما تعني المتابعين لعمله والقراء له، حيث تتداخل في هذا الشيء روح الشاعر المجبولة على العطاء وجسده اللاهث وراء الفراغات السحيقة من أجل استكشاف ما بالحقيقة من ملامح. علاوة على الطريق الطويل الذي وضحته «تنطوي كل الفراغات السحيقة - كيف أسلو؟ - أين أخلو؟ - صفعة النسيان في وجه الحقيقة» وكأن هذه الجمل الشعرية ما هي إلا بمثابات عناوين جانبية لعلم اسمه حمد حميد الرشيدي.