وجّه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كلمة إلى شعبه مساء أمس جدّد فيها مُضيّ بلاده في تنفيذ استحقاقات خارطة الطريق، وشدّد على أنّ الأولوية القصوى تتمثل في الحفاظ على الدولة المصرية، مؤكدًا عمق العلاقات المميزة التي تجمع مصر ودول الخليج، خاصة السعودية والكويت والإمارات والبحرين، والتي تعكس الالتزام بقيم الأخوة الحقيقية والصداقة الوفية. فيما يتأرجح مستقبل الانتخابات البرلمانية المقررة النصف الأخير من مارس المقبل، عقب مزاعم بثغرات قانونية. وشدّد الرئيس السيسي في كلمته، على أن العلاقات بين مصر ودول الخليج لم ولن تتأثر بأية محاولات مغرضة تستهدف النيل من استقرار المنطقة ووحدة الأمة العربية، ومقدراتها وشعوبها. كما وجه أيضًا رسالة مهمة للشباب يدعوهم إلى المشاركة في الحياة السياسية، التي يتعين أن تتمتع بالحرية، وفي إطار احترام القانون. وتطرّق السيسي إلى السياسة الخارجية، مشيرًا إلى أن مصر ملتزمة بتعهداتها الدولية، وعدم التدخل في شئون الدول، وبالتالي لن تقبل ولن تسمح بالتدخل في شئونها الداخلية، وأن مصر بعد ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو تستهدف تنويع علاقاتها الدبلوماسية، وتتطلع إلى المزيد من التعاون مع كل الدول التي تحترم إرادة الشعب المصري، وحقه فى التقدم والازدهار والاستقرار. وتناول خطاب الرئيس موضوع انتشار ظاهرة الإرهاب، وضرورة تنسيق جهود مصر مع جهود المجتمع الدولى لمكافحة هذه الظاهرة البغيضة بمختلف أشكالها، وعدم اقتصار التعامل معها على الجوانب العسكرية والأمنية فحسب، حيث ينبغي الاهتمام بالأبعاد التنموية والثقافية ونشر ثقافة التعايش وقبول الآخر، إضافة إلى الضرورة الملحة لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، والتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية من أجل القضاء على الذرائع التى تستند إليها التنظيمات الإرهابية لتبرير أعمالها، واستقطاب المزيد من العناصر لصفوفها من مختلف مناطق العالم. غموض ونتائج من جهة أخرى بين التأجيل والبطلان يتأرجح مستقبل الانتخابات البرلمانية المقررة النصف الأخير من مارس المقبل عقب مزاعم بثغرات قانونية تلقي بظلالها على الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق التي أعلنها الجيش المصري في 3 يوليو 2013، والإطاحة الشعبية بالرئيس المعزول محمد مرسي. وبينما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات إحصائيتها النهائية حول عدد المرشحين، والذين بلغوا 7416 مرشحًا في النظام الفردي ونظام القوائم (بينهم 949 مرشحة من النساء) كشفت أيضًا أن 4836 مرشحًا تقدموا كمستقلين، فيما تقدمت البقية كمنتمين للأحزاب السياسية المختلفة. أوضح المتحدث الرسمي للجنة المستشار عمر مروان في تصريح له الأحد: «إن عددًا من الأحزاب والتحالفات تقدم بقوائم في دوائر قطاعات القوائم الأربعة وهي (صحوة مصر- حزب النور- في حب مصر- ندار مصر- فرسان مصر- الجبهة الوطنية المصرية- تيار الاستقلال القائمة الوطنية- ثوار الصحوة لمستقبل مصر- التحالف الجمهوري- العدالة الاجتماعية- تحيا مصر)». شبح التأجيل بالسياق بات شبح التأجيل يطل برأسه على الانتخابات البرلمانية خاصة بعد إشارات عدة بإمكانية بطلانها إثر طعون قضائية بعدم دستورية قانون الدوائر، وبالتالي ما قد يترتب عليه. وحدّدت المحكمة الدستورية العليا برئاسة المستشار عدلي منصور جلسة يوم بعد غدٍ الأربعاء لنظر 4 طعون قدمها محامون لبطلان قوانين «تقسيم الدوائر ومجلس النواب ومباشرة الحقوق السياسية»، وذلك بعد أن تسلمت المحكمة تقرير هيئة المفوضين السبت بالرأيين الدستوري والقانوني في تلك الطعون، وأوصت فيه بعدم دستورية قانون تقسيم الدوائر، ما يترتب عليه -في حال أخذ المحكمة به- تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة. ورغم أن نائب رئيس المحكمة المستشار محمد الشناوي كشف -في تصريح له الليلة قبل الماضية- أن رأي هيئة المفوضين «استشاري»، وقد لا يتم الأخذ به أوضح مصدر قضائي أن تقارير هيئة المفوضين أكدت عدم دستورية الأسس التي قام عليها تقسيم الدوائر في القانون 202 لسنة 2014، مشيرًا إلى أن القانون انطوى على قصور فيما يتعلق بتناسب التمثيل النيابي مع عدد السكان، وعدد الناخبين ببعض المحافظات، مما ترتب عليه تفاوت في التمثيل بين دوائر ومحافظات متقاربة في عدد السكان والناخبين، ورجح إصدار حكم في تلك الطعون خلال الجلسة الأولى لنظرها، أو بحد أقصى 5 أيام من تاريخ نظرها. نتائج المحافظات وتأكيدًا لانفراد (اليوم) الذي نشرته مؤخرًا، أكدت مصادر قضائية مطلعة أن مقار لجان المحافظات بدأت اعتبارًا من صباح أمس الأحد في إعلان أسماء المقبولين من المترشحين في النظام الفردي ونظام القوائم، وأن باب الطعن سيظل مفتوحًا لمدة 3 أيام على قرارات لجان فحص طلبات الترشح، وتفصل بعدها محكمة القضاء الإداري في الطعون خلال 5 أيام، ليتم في أعقاب ذلك إعلان كشوف المترشحين النهائية. بالتوازي، أصدرت اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية، قرارًا باستبعاد أحمد عز، رجل الأعمال الشهير في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك من قائمة المترشحين للبرلمان، وذلك بعدما تبين عدم تقديمه ما يفيد قيامه بفتح حساب بنكي بأحد البنوك التي تم تخصيصها لوضع الحد الأقصى للإنفاق على الدعاية الانتخابية، علاوة على عدم تقديمه إقرار الذمة المالية الخاص بزوجته، وكذا تم استبعاد الراقصة سما المصري بسبب الكشف الطبي. أمنيًا تمكنت الأجهزة الأمنية وضباط فرع الأمن الوطنى بالبحيرة من ضبط خلية إرهابية مكونة من عدد 6 من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية الذين كونوا خلية نوعية، لتنفيذ مخططهم الإرهابي من خلال نشر أفكار التنظيم التي تحض على العنف واستهجان مؤسسات الدولة. بالسياق اقتحم مجهولون مكتب بريد المنيا، يحملون أسلحة بيضاء بغرض السرقة، أسفر عن حالة ذعر بين العاملين والعملاء، مما دفع المدير إغلاق مكتب البريد لحين حضور الأمن. ميدانيًا عادت حركة القطارات على خط القاهرة الإسكندرية إلى طبيعتها بعد توقفها إثر انفجار قنبلة على قضبان السكة قرب كفر الزيات، ما أدى الى حدوث التواء بقضبان السكة الحديد قطره 40 سم وتم إصلاحه.