×
محافظة المنطقة الشرقية

وكيل راكيتيتش عن انتقاله لمانشستر يونايتد: هو سعيد في برشلونة

صورة الخبر

ربما كانت هذه هي الفرصة الأخيرة التي يسمعنا فيها السيد الرئيس باراك أوباما -كعرب ومسلمين- استقبلوا رئاسته للولايات المتحدة بالأفراح والصياح والليالي الملاح! دعك من حكايات الأب «حسين»، والجدة «سارة»، بل دعك من الاستقبال الأسطوري الذي حظي به الرئيس؛ وحديثه عن الأزهر، وعن حتمية خروج العلاقات الأمريكية العربية الإسلامية من دائرة الارتياب، لقد ذهب أوباما إلى القاهرة في مستهل فترته الرئاسية للبحث كما قال عن «بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، استنادًا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل».. وهي بداية كما أضاف حينها: «مبنية على أساس حقيقة أن أمريكا والإسلام لا يعارضان بعضهما البعض، ولا داعي أبدًا للتنافس فيما بينهما، بل ولهما قواسم ومبادئ مشتركة يلتقيان عبرها، ألا وهي مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل إنسان»! لقد استخدمت يومها سيدي الرئيس -وكنت في جامعة القاهرة- النص القرآني «اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا»، وقلت لنا يومها: «وهذا ما سوف أحاول بما في وسعي أن أفعله، وأن أقول الحقيقة بكل تواضع». لا أنسى سيدي الرئيس أنك سبقت زيارتك للقاهرة بأخرى لأنقرة، حيث قلت في تركيا وبالحرف الواحد: «إن أمريكا ليست ولن تكون أبدًا في حالة حرب مع الإسلام». وقلت في الشأن العراقي: «سنُقدِّم الدعم للعراق الآمن والموحّد بصفتنا شريكًا له وليس بصفة الراعي». وقلت في الشأن الفلسطيني: «إن الحل هو إقامة دولتين»، وإنك «لن تدّخر جهدًا، وستسعى شخصيًا للوصول إلى هذه النتيجة مُتحلِّيًا بالقدر اللازم من الصبر». وقلت في الشأن السوري الكثير والكثير! من يومها سيدي الرئيس ونحن ملتزمون بكل ما قلته، خاصة بعد أن برّأتنا وبرّأت الإسلام من أحداث 11 سبتمبر.. من يومها ونحن ننتظر الحل لقضية فلسطين، وقضية العراق، وقضية سوريا وقضية اليمن وقضية أفغانستان، ناهيك عن معاداة الإسلام والمسلمين.. من يومها ونحن نسعى من جانبنا كما طلبت «للمصلحة المشتركة والاحترام المتبادل». لم نخرج عن النص، ولم نخرج عن الخط الذي رسمته أنت فور تولِّيك منصبك، ومجيئك لنا، سواء في القاهرة أو في أنقرة، بل إننا كنا نكتم غضبنا من بعض التصريحات الصادرة، بل المواقف العملية الصادرة، مُؤكِّدين أن «التحالف» بيننا لا ينفصم، وأن «الاحترام المتبادل» لا ينفك، وأن «المصالح المشتركة» قائمة، وأن «العلاقات التاريخية» أزلية. في ضوء ذلك سيّدي الرئيس، أعتقد أنَّه من حقنا أن نسألك: «ما الذي جنيناه من التزامنا ومن حفاظنا على «الاحترام المتبادل»؟!، ما الذي جنيناه في العراق الذي ضاع منّا، وفي فلسطين التي زادت فيها كوارثنا وأوجاعنا وإحباطنا، وفي سوريا التي تضيع، وفي مسألة احترام الإسلام والمسلمين التي تميع؟! ما الذي جنيناه -من الجناية-، وما الذي «جنيناه».؟! الآن وبعد تجربتنا معك وبعد حديثك المعسول بعد انتخابك ووصولك للبيت الأبيض يصبح من الوارد أن يكون خلَفك أكثر وضوحًا بل أكثر نفعًا! سيقول البعض وأنا معهم إن الرئيس ترمب بالغ قبل الوصول في إحداث حالة من الفزع للعالم كله وليس لنا فقط؛ ولكن ما الذي جنيناه ممن «طبطب» علينا بعد الوصول؟ ستقولون إن ترمب أزبد وأرعد ومس جوارحنا وقيمنا، بل وأفزعنا ولكن ما الذي حصدناه ممن طبطب علينا وتعهد بعوننا؟ ستقولون إن ترمب أدلى بتصريحات وأحاديث قاسية ومريبة وأقول بضمير مستريح أليس بيننا من قال بل اتخذ بالفعل ما هو أكثر قسوة وريبة؟ لماذا أصيب البعض بالهلع من وصول الجمهوريين، وكأن النسخة الأوباماوية كانت ستعيد لنا القدس، وتنهي مأساتنا مع داعش، وتردع إيران بالعقوبات؛ وتحافظ على سوريا موحدة، وعلى العراق عربيًا، وعلى اليمن شقيقًا! تابع معي تصريحات أمين الجامعة العربية أمس وهو يؤكد ضرورة أن تطالب الدول العربية بقرارات قابلة التنفيذ.. تصور؟! sherif.kandil@al-madina.com