تنقسم الخدمات في المؤسسات الصحية إلى ثلاث فئات تبدأ من الرعاية الصحية الأولية ومن ثم المستشفيات العامة وأخيراً التخصصية، وجميع تلك الفئات تتطلب الجودة ليس شعاراً بل مطلباً لممارسة المهنية والاحترافية. من المؤلم أن تتحول الجودة في المنشآت الصحية إلى ورقة توضع أمام مدخل المستشفى، تليها أخبار في الصحف عن تحقيق المستشفى شهادة الجودة سواء على المستوى المحلي شهادة «سباهي» CBAHI أو الدولي JCI! المحزن في تلك المستشفيات التي تلهث ليل نهار ولبضعة أيام أمام أعضاء اللجنة المقيمة، لدرجة أنك ما إن تُدلف للمستشفى حتى تشك هل هذا هو المستشفى قبل شهر؟! نظافة واهتمام وتوعية وانضباط ومهنية وبشاشة استقبال الموظفين والكادر الصحي تجعل من الزائر والمتخصص في إدارة الخدمات الصحية يعتقد أن هذا المستشفى يسابق للعالمية! يتم تدريب بعض الموظفين للإجابة عن أسئلة المحكمين ومنح إجازة لكل موظف أو طبيب مهمل وطرد جميع المتدربين من جميع التخصصات بحجة أنهم يخشون أن المقيم لو سأل ولم يجد إجابة وافية لن يحصل على درجات التأهيل للاعتماد في الجودة، وهذا هو «المهايط» في الجودة! مع الأسف ما يحصل في المستشفيات يمكن تشبيهه بليلة العروس التي تضع جميع مساحيق التجميل ليلة زفافها من أجل الانطباع الأول وبعدها لا يهم! الجودة ليست ديكوراً وكمية أوراق واستعداداً لبضعة أيام للحصول على شهادة مختومة، الجودة ممارسة وفلسفة داخل كل فرد تسعى إلى أن تضع المعايير أمامها في كل خطوة لضمان المهنية وتجويد العمل وتقليل الأخطاء بأقل التكاليف لكسب رضا المريض.