لم يعد الأمر يحتمل؛ فالحال الذي وصلت إليه جامعة الباحة، يستوجب تدخل من يملك سلطة التغيير والتطوير، ولأننا جميعاً لم يبق لنا بعد الله عز جل من نرفع إليه شكوانا، ونعلق به آمالنا، بعد أن بُحت أصوات المتضررين، وسُدت الأبواب في وجوه الناصحين، وشارف أهل المنطقة على القنوط واليأس، وهم يرون جامعتهم المنكوبة، تتهاوى أمام أعينهم، رغم نداءات الاستغاثة، وأصوات النقد، التي لم تجد إلا التهميش والإهمال..! ألا يكفي، «تشويهاً» لهذا الصرح العلمي الرزين، أن تُجرجر هيبته، من قاعات المحاضرات، إلى قاعات المحاكم، وأروقة القضاء، في قضايا عديدة، امتلأت بها صفحات الجرائد، وأخبار وسائل الإعلام، بل وأظهرت الجامعة عدم التزامٍ ومماطلة، في تنفيذ بعض الأحكام القضائية الصادرة ضدها، بما لا يليق بمؤسسةٍ علمية وتربوية، هي الأولى بالتقيد بالأنظمة والقوانين..؟! وألا يكفي، «تدميراً» لهذا الكيان العظيم؛ أن تضج وسائل الإعلام الجديد بشكاوى الطلاب والطالبات واستغاثاتهم، حتى أصبحت الجامعة موضع تندرٍ للشامتين، ومصدر ألمٍ للغيورين، ولم يبق إلا أن يدخل اسم الجامعة لموسوعة «جينيس» للأرقام القياسية، بعدد مرات وصول «هاشتاقات» شكاوى طلابها «للترند» على موقع «تويتر»، ولم يجدوا من جامعتهم إلا التهديد والوعيد، أو التجاهل و»التطنيش»..؟! وألا يكفي، «تحطيماً» لهذه المؤسسة المرموقة؛ أن تتوالى أصوات النقد وصرخات الاستغاثة من داخلها منذ سنوات، وعلى ألسنة بعض منسوبيها، من إداريين وأعضاء هيئة تدريس، صرخوا وحذروا، وكتبوا ونشروا، مطالبين بإنقاذ الجامعة، من حالة التردي والتدهور، وآخر تلك الأصوات «وكيل الجامعة للتطوير»، الذي كشف عن مدى الخلل الإداري والأكاديمي، في جامعته التي يتولى أحد مناصبها المرموقة، وقبله وبعده أحد «أساتذتها» الشجعان، الذي أصبح صوته ممثلاً للرأي العام، الذي فاض به الكيل من استمرار حالة «التعامي» والخذلان..؟! وألا يكفي، «إحباطاً» للجميع، (طلاباً، ومجتمعاً، وأعضاء هيئة تدريس)، وقبل ذلك كله، العلم، والعقول، وبناء الإنسان، أن يستمر الحال على ما هو عليه، وأن تذهب كل الصرخات والنداءات، أدراج الرياح، بل بلغ الأمر إلى حد «كسر إرادة المجتمع»، والرأي العام، والاستهانة والاستخفاف، بكل المطالبات والمناشدات، لتضاف ثلاث سنواتٍ محبطات، إلى سبعٍ عجاف، يكفيها «فخراً» ما قدمته من القضايا و»المشكلات»، وما يشهد لها من النواتج والمخرجات..؟! ختاماً إلى من يهمه الأمر؛ نناشدكم جميعاً باسم العلم والمعرفة، وأنتم محل القيادة والمسؤولية، أن تنقذوا جامعتنا، التي طال مكوثها في «غرفة الإنعاش»..!