افتتحت الفنانة اللبنانية تانيا صالح مهرجان القاهرة الدولي الثامن للجاز، وسط تفاعل كبير من جمهورها العريض في القاهرة، وشاركها الافتتاحية الفنان المصري مؤسس فرقة «إسكندريلا» حازم شاهين، مقدمة معه أغاني عدة منها «خليك فاكر» و «بيني وبينك» و «الأوطان مغرقة» و «ما تيجي نتصالح». وعلى رغم تعريف دليل المهرجان الفنانة كأحد رواد «الفن البديل» في العالم العربي، أكدت رفضها لذلك المصطلح، في حديثها إلى «الحياة» على هامش المهرجان، كما ترفض وضعها في خانة الموسيقى المستقلة، وأكثر ما يستفزها إذا ما وضعت تحت مسمى «الأندرغراوند» (مصطلح يطلق على الفرق الشبابية). وتوضح: «هذا مسمى أميركي رافق ظهور الـــفرق التي تغني في محطات المترو، أما أنا فـــلا آخذ من الأميركيين سوى سجائرهم». وللفنانة اللبنـــانية أغنية بالمعنى نفسه تصف بها طبيعة الحياة في بعض المناطق اللبنانية، يقول أحد مقاطعها «ثقافتنا فرنسية وسيجارتنا أميركية...». تتساءل صالح باستنكار: «لماذا نستورد مسميات غربية ونحن لدينا ما يكفي من أنواع الموسيقى من طرب وموال ودبكة وقدود حلبية وشعبي وتعريج على الغناء الشعبي». وكانت المغنية اللبنانية قد قدمت رؤية جديدة لموال المطرب الشعبي المصري الشهير أحمد عدوية «راحوا الحبايب»، عبر إدخال تقاسيم على آلة الساكسوفون. تبدأ صالح الغناء من مقطع «يوم تيجي عقلي في راسي ويوم بيتوه»، وعلى رغم التصادم الظاهري بين الموال الشعبي الحزين والستايل المودرن، استطاعت تنويعات صالح الصوتية أن تولّد جواً من «الألفة» بينهما. تقول المغنية اللبنانية: «أعتبر عدوية المطرب الشعبي الأول في مصر، وأعشق صوته، وكل من دخلوا هذا المجال من بعده تأثروا بطريقة أدائه». ومن عدوية إلى زياد الرحباني، تقول: «كان عمري 17 سنة، حين أطلق الرحباني أغنية «أنا مش كافر»، كانت صدمة حقيقية ووقعت تحت تأثير ذلك الشريط، إلى درجة أنني كنت أسمعه ربما لنحو عشرين مرة يومياً، وتعرفت عليه في ما بعد وعملت معه في مسرح الاثنين وغيره، وغنيت من الألبوم ذاته «شو هالأيام» بمشاركة حازم شاهين». تضمن ألبوم صالح الأخير «شوية صور» (إنتاج 2015) موسيقى البوسا نوفا البرازيلية، وعن سبب الاستعانة بها توضح: «هناك نحو 14 مليون لبناني مهاجرون إلى هذا البلد البعيد الذي لديه ثقافة موسيقية تأخذ الطابع الراقص على الطريقة اللاتينية». تحمل تانيا صالح قضية المرأة بطريقة وإن بدت ساخرة فهي تحمل أسى ومعاني، فغنت «سلوى» من ألبومها الصادر عام 2002، كأغنية للأطفال وللبنات خصيصاً. وهي لا تحب تلك الأغنية، وتكشف أنها قررت إنتاج أغنية جديدة في هذا الاتجاه. ومن بين ألوان فنية متعددة قدمتها الفنانة اللبنانية وتميزت فيها، ترى أن شخصيتها وروحها تطل أكثر عبر أغاني الفرح والخفة. «هذا الرابط يصل ما بين الأشياء كلها، كلماتي، طريقة أدائي غنائياً وحركياً». وسعدت صالح بالغناء مع الفرقة المصرية خلال المهرجان، وأشادت ببراعة أفرادها.