رغم بعض الميزات الجديدة اللطيفة التي تستحق ترحيباً دافئاً، إلا أن الجهاز الجديد جلاكسي S5 من سامسونج يبين أن شركات تصنيع الهاتف الذكي تعاني صعوبات في إدخال تغيرات جذرية في التصميم. وتعد هواتف جالاكسي، باعتبارها مجموعة، التحدي الرئيس أمام أجهزة آيفون من أبل، لكن هل يكفي ما احتواه S5 من تحديث للمحافظة على هذا الوضع التنافسي؟ كشفت سامسونج عن جهازها الجديد في المؤتمر السنوي الكبير لشركات الجوال العالمية في برشلونة، مدعية أن المستهلكين لم يعودوا مهتمين بالتكنولوجيا التي تخلب اللب. وقال جيه كيه شين، رئيس قسم الجوال في سامسونج، إن المستهلكين يريدون "ابتكاراً مميزاً" في الخصائص الأساسية التي يستخدمونها يوميا. والواقع أني أريد الاثنين معاً. والجهاز S5 يعطي إضافات تكفي فقط للمحافظة على اهتمامي، لكن المستخدمين بصورة عامة ربما لا يتدافعون للتحديث إذا كان لديهم أصلاً الجهاز السابق، وهو جالاكسي S4 أو شقيقه الأكبر الذي أفضله شخصياً وهو جالاكسي نوت 3. وسيعرض S5 للبيع في أوائل نيسان (أبريل) لكن لم يعلن عن السعر حتى الآن، وهو من حيث الأساس جهاز S4 مع بعض الميزات الجديدة والمحدثة، بما في ذلك معالِج أسرع، وكاميرا محسنة تستطيع أيضاً تسجيل مقاطع فيديو عالية الوضوح HD، وبطارية أكبر يفترض أن تعطيك وقتاً إضافياً يزيد بنسبة 20 في المائة عن S4. ولم يكن هناك وقت كاف في المعرض لاختبار البطارية تماماً، لكن سامسونج تقول إن الجهاز يسمح بالتحدث لمدة 21 ساعة، وتستمر البطارية لمدة 390 ساعة في حالة الانتظار. وتتحول الشاشة إلى الأبيض والأسود، إذا كانت البطارية على وشك النفاد. ولأني دائماً على حافة استهلاك البطارية، فإن هذه الميزة لها جاذبية خاصة. ومن الميزات اللطيفة الجديدة هناك ماسح (عبارة عن كاميرا قياس 16 ميجا بيكسل في الخلف) يقيس نبضاتك، وماسح للبصمة يستطيع مثل الماسح الموجود في آيفون 5 أن يفك إغلاق الهاتف، وبعض التكنولوجيا الذكية التي تعمل باستمرار على تعديل إعدادات الشاشة للتعويض عن ظروف الإضاءة، من أجل ضمان الحصول على أفضل الصور في جميع الأوقات. وملمس الجهاز جيد وصلب، لكنه يفتقر إلى الغلاف المعدني المحيط بأجهزة آيفون، لكنه ذو مظهر أنيق وناعم الملمس مثل الجلد. وهو مقاوم للماء ويمكن أن يبقى لمدة 30 دقيقة في ماء عذب عمقه متر، ما يعني أنك تستطيع وضعه في المغسلة وتظل واثقاً من أنه لن يتعطل. ومثل جلاكسي S4 وجدتُ أن الجهاز الجديد مريح عندما تمسك به ويبدو أنه يحقق التوازن السليم بين حجم الشاشة وإمكانية وضعه في الجيب. وتبدو مقدمة الجهاز مشابهة تماماً لسابقه، مع شاشة أكبر قليلاً مقاس 5.1 بوصة. لكن حين تبدأ في استخدامه يتضح لك سريعاً أثر تكنولوجيا الشاشة الذكية، فهو يعطي ألواناً رائعة لامعة في معظم ظروف الإضاءة، بما في ذلك ضوء الشمس الساطع. وفي الداخل يتميز الجهاز بأقوى معالِج موجود في الساحة، وهو معالِج رباعي كوالكوم بقوة 2.5 جيجاهيرتز يعمل على أحدث نسخة من نظام التشغيل أندرويد، تعرف بـ "كيت كات". ويأتي مع طاقة تخزين 16 أو 32 جيجابايت، ويستطيع المستخدمون إضافة طاقة حتى 128 جيجابايت عبر بطاقة صغيرة. وبالنسبة للمستخدمين الذين يتمتعون بميزة وجودهم في منطقة تبث أحدث تكنولوجيا لاسلكية LTE، سيعطي الجهاز S5 أعلى سرعات في التنزيل والتحميل. كذلك أدخلت سامسونج أجهزة أخرى قابلة للارتداء: ساعة ذكية محدثة، من نوع جير 2، وجهاز اللياقة البدنية على المعصم، مع شاشة لطيفة منحنية OLED، وهو جهاز جير فيت. ويعرض الجهازان إحصائيات اللياقة إلى جانب أي رسائل أو تنبيهات ترسل إلى هاتفك الذكي، الذي يمكن أن يظل محفوظاً داخل جيبك أو حقيبتك. أعجبني بصورة خاصة جير فيت، بسبب حجمه وتصميمه الأنيق ولأنه يشتمل على جهاز استشعار لنبضات القلب، ما يجعله إضافة مثالية لمحبي اللياقة. لكن، كما هو الحال بالنسبة للهاتف الذكي، تعتمد قيمته بالنسبة للمستخدم على السعر، الذي لم يعلن حتى الآن. وبصورة عامة أعجبني جلاكسي S5 كثيراً، لكني لستُ متأكداً إن كان يعطي ميزات جديدة بما فيه الكفاية لإقناع الذين يحملون حالياً جلاكسي S4 على التحديث إلى S5، وإلا فإنه سيجد نفسه في مواجهة الجيل المقبل من أجهزة آيفون، التي من المتوقع أن يتم إطلاقها هذا العام.