أكدت دراسة أمريكية حديثة أن الخلافات الزوجية والحوارات الجدالية توطد العلاقة بين الطرفين، بل تعتبر عاملاً من عوامل نجاحها، فالخلاف أكثر من مرة أسبوعياً يساعد الزوجين على الحفاظ على الروابط بينهما. الخلاف لا يعني معركة بين الزوجين من أجل الانتصار أو الخسارة، بل وسيلة لفهم أعمق للشريك وإيجاد حلاً وسطياً يرضي الطرفين وأوضحت الدراسة الصادرة من قسم الأسرة بجامعة مينيسوتا، أن هناك فارقاً بين الجدال أو العراك، فالجدال طريقة صحية وسليمة لبقاء المشاعر متوهجة بين الزوجين، أما كتمها وعدم الإفصاح عنها يعد أسرع طريق لهدمها. وأشارت الدراسة إلى أنه يجب أن يصارح كل طرف الآخر بمشاعره السيئة واستيائه من موقف معين أو تصرف ما، وفتح باب النقاش فيها، يؤدي إلى حل المشكلة من جذورها. ونوهت الدراسة التي نشرها موقع لايف هاك إلى أن الجدال بين الزوجين يجعلهم يشعرون بالتكافؤ والتعادل بينهما، مشيرة إلى أنه لا يهم في الجدال بين الشريكين، احتساب الفوز أو الخسارة لأي طرف، بل الأهم أن يتعلم الطرفان من بعضهما البعض، من ضمنها تقليل حجم الخسائر في المرات المقبلة، أو الفوز بروح رياضية وليس عدائية، وكذلك تعلم الوصول إلى حلول وسطية ترضي الطرفين. وتنصح الدراسة بعدم تجنب الجدال بين الزوجين، ولكن في الوقت ذاته، لا يجب إثارة المشاكل أو أن يأخذ الجدال منحى آخر، سوى أن يتدرب كلا الطرفين كيف يستمع للآخر بهدف فهم شريك الحياة. يُذكر أن دراسة أسرية سابقة استغرقت أكثر من 14 عاماً، خلصت إلى أن الزوجين اللذان يتجادلان بطريقة سليمة وصحية الأكثر استمراراً معاً وأقل عرضة للانفصال أو الطلاق، حيث شملت هذه الدراسة 79 زوج وزوجة حول مدن وسط غرب الولايات المتحدة، وتبين أن أقوى زوجين هما اللذان يتجادلان ويتحدثان سوياً بصراحة وصدق عن سبب الخلاف بينهما، من أجل إيجاد حل مرضي.