يعد تمثال الإله يوثينيا المنحوت من الرخام والمعروض بمتحف آثار مكتبة الإسكندرية من أروع القطع التى تجسد المزج بين الملامح المصرية القديمة واليونانية والرومانية. وذكر مدير المتحف الدكتور طارق العوضى أن الإلهة يوثينيا قد نالت شهرة واسعة فى العصرين البطلمى والرومانى، وكانت تجسد الحقول الخضراء التى يرويها ماء النيل. كما كانت رمزًا للخير والنماء، وقد ارتبطت بالإلهة المصرية إيزيس، وأنه لما كان دور الأرض المخصَّبة بماء النهر يعود فى الأصل للإلهة إيزيس، فقد نشأ هذا الارتباط بين هاتين الإلهتين، أيضًا ارتبطت بالإله نيلوس رمز الشباب وماء النهر. وأضافت نيفين رشدى رئيس وحدة النشر بالمتحف، أنه غالبًا ما تُصور يوثينيا مُضطجعة وفقًا للطريقة الرومانية، مستندة على تمثال أبى الهول، تمسك بإحدى يديها زهرة اللوتس، وفى اليد الأخرى إناء لماء النيل المقدس، مرتدية الخيتون اليونانى المزيَّن عند الصدر بعقدة الإلهة إيزيس، ويحيط بالإلهة ثمانية أطفال يرمزون إلى نصف مقياس فيضان النيل اللازم لضمان حصاد وفير، وهو ست عشرة ذراعًا (الذراع = 0,52 متر).