×
محافظة المنطقة الشرقية

ثقافي/ جمعية الجودة بالمدينة تُنظم أمسية "الطريق إلى الجودة" بمحافظة بدر

صورة الخبر

ظلت الخلافات الروسية الإيرانية حول سوريا متقدة تحت الرماد طوال الفترة الماضية، لكنها انفجرت وظهرت إلى العلن عشية انعقاد مؤتمر أستانة، بسبب تعنت إيران وإصرارها على تنفيذ أجندتها الخاصة، بعدما ضمنت جوائز ومكافآت عديدة في مجالي النفط والاتصالات، على الدور الذي لعبته في تثبيت دعائم النظام وعدم تعرضه للانهيار. الخلافات الروسية الإيرانية حول مسائل عديدة في سوريا ليست جديدة، فقد كادت تنشب أزمة كبيرة بين الجانبين على خلفية استخدام قاعدة همدان الجوية في قصف ما تعتبره موسكو مواقع للإرهابيين في سوريا، كما أن طهران لم تبدِ كثيراً من الارتياح لتطور العلاقة الروسية التركية ووصولها إلى مراحل متقدمة، باعتبار أن أنقرة تدعم العديد من الفصائل السورية المسلحة، بقدر ما كانت طهران غير مرتاحة لحوار موسكو مع هذه الفصائل والتوصل في النهاية إلى وقف إطلاق النار السائد حالياً، وإن كان يعاني خروقاً خطيرة، تحت الرعاية الروسية التركية المشتركة. لكن الأزمة الجديدة بين الجانبين لم يكن ممكناً التستر عليها، وتتعلق في جوهرها بدعوة واشنطن إلى محادثات أستانة، حيث رفضت إيران على لسان أكثر من مسؤول إيراني، في مقدمتهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف، أي شكل من أشكال المشاركة الأمريكية في المحادثات، فيما أصرّت موسكو على توجيه دعوة رسمية إلى واشنطن، وقال متحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن موقف إيران يساهم في تعقيد محادثات السلام السورية في أستانة، مؤكداً بوضح أن موسكو ترحب بمشاركة الولايات المتحدة، وأنه لا يمكن حل الأزمة السورية من دون مشاركة واشنطن. وعلى الرغم من أن الخارجية الأمريكية قالت إن السفير الأمريكي في كازاخستان سيحضر المحادثات بصفة مراقب، بسبب المتطلبات الملحّة الخاصة بعملية انتقال السلطة، مشددة على أن الولايات المتحدة ملتزمة بالحل السياسي للأزمة في سوريا، فإن التعنت الإيراني لا يقتصر على رفض مشاركة واشنطن فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى محاولة فرض رؤية إيرانية بحتة لطبيعة الحل السياسي في سوريا، فهي تعتقد أنه لا يمكن السماح لمن تعتبرهم إرهابيين بأن يتحولوا إلى قادة سياسيين وربما إلى شركاء في الحكم مستقبلاً، على عكس روسيا التي تصرّ على مشاركة كل الفصائل المسلحة، بما في ذلك جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) برغم تصنيفها منظمة إرهابية، وذلك لضمان التوصل إلى اتفاق مع القوى التي لها ثقل على الأرض، وهو الأمر الذي تعارضه طهران جملة وتفصيلاً، ما دفع رئيس وفد المعارضة محمد علوش إلى اتهام إيران والنظام بالعمل على عرقلة تحول روسيا إلى دور محايد. في كل الأحوال، ثمة حراك سياسي مكثف روسي تركي إيراني، بدأ عشية محادثات أستانة، في إطار التمهيد لانطلاق المحادثات في أستانة اليوم من دون أن يعني ذلك حل كل الخلافات بين الأطراف الراعية والتي سيكون معظمها حاضراً على طاولة المفاوضات، أسوة بالقضايا الأخرى التي يجري التفاوض بشأنها، سواء اقتصرت على وقف إطلاق النار أو تناولت أسس الحل السياسي بانتظار محطة جنيف.