قرر عشرة سعوديين مواجهة ظاهرة تصاعد موجات مشاعر كراهية الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة الأميركية بعد دخول المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى حلبة السباق الرئاسي، عبر قيامهم برحلة تجوب الولايات المتحدة الأميركية بدءاً من تكساس وانتهاء بكاليفورنيا، لعرض أعمالهم الفنية ومواجهة مخاوف الجمهور وتحيزاتهم وصورهم النمطية على طول طريق الرحلة. وكان من أبرز التصريحات المثيرة للجدل التي صدرت عن ترامب تعهده بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة الأميركية حال وصوله إلى منصب الرئاسة. ورصدت صحيفة "غارديان" البريطانية مشاهد من هذه الرحلة، حيث قال شاويش بيه، أحد الفنانين المشاركين في الرحلة، في فيديو أنتجته الصحيفة: "كونك فناناً سعودياً أمراً يتطلب الذكاء والصبر، لا يجب عليك أن تكون مثيراً للجدل، ليس من الذكاء إثارة الغضب". ووفق ما نقلته "هافنغتون بوست عربي" قد حوّل الفنانون العشرة حافلتهم، التي سافروا بها عبر الولايات المتحدة الأميركية، إلى معرض فني متنقل يعرضون من خلاله أعمالهم الفنية من لوحات وصور فوتوغرافية وعروض موسيقية وندوات وعروض للفن التصويري. وعن رسالة الفرقة وكيفية توصيلها قال عبدالرحمن نوغامشي وهو خطاط: "أحاول استخدام الخط والفن التصويري من أجل إظهار هذا الجمال للناس". من ناحيته، قال ظافر الشهري والذي يعمل مصوراً: "أكثر شيء يحركني للتصوير هو الإنسان، دائماً أبحث عن الإنسان في الصورة، سلوكيات الناس وتصرفاتهم وانفعالاتهم". ولاقت الجولة ردود فعل إيجابية من الجمهور في الولايات المتحدة ممن حضروا عروض الفرقة، حيث قال أحد الحضور، في واحد من المعارض التي أقامها الفنانون على طول الطريق: "يساعدنا أولئك الفنانون على التواصل مع ثقافة لطالما تدربنا على الخوف منها. تواجه هذه الجولة كل الصور النمطية التي كانت لديّ عن المملكة العربية السعودية". وقال أحد الجمهور من تكساس: "من المهم الآن أن نرى جانباً آخر من الإسلام، وأن نرى الجانب الجمالي، خصوصاً في فن الخط، إن تكساس ولاية محافظة جداً، لذا فمن المهم أن يواجه الناس فيها بثقافات مختلفة ليعرفوا أن الآخرين بشر مثلنا". من جانبه، قال شاويش بيه: "أدركت قوة الصور النمطية عن المملكة العربية السعودية. إن السعودية ليست مجرد صحراء ونفط وجمال، هناك الكثير من الناس، والكثير من المفكرين والمبدعين". وقال أحد الحضور شارحاً انطباعه عما رآه: "من المربك أن ترى تفسيراً على أرض الواقع لتلك الثقافة، خصوصاً أن ما تراه لا يتوافق مع ما تراه على التلفاز". وعلق آخر بقوله: "كنت أفكر في السعودية كمكان شديد التخلف.. لكن الكثير من تلك الصور المعروضة هنا لا تبدو كذلك". وقال أحد السكان المحليين: "لا نرى مثل تلك العروض كثيراً، هناك مطعم أو اثنان يبيعان الفلافل في البلدة، هذا كل شيء، لكن رؤية الفن والخط وكيفية كتابته.. كان هذا شيئاً رائعاً". وقال أحمد العروي، موجهاً كلامه لعدد من الأميركيين المشاركين في إحدى الندوات التي أقامتها الفرقة: "كل ما يحدث تقدم، إن كلامنا الآن تقدم، هذه هي المرة الأولى التي أناقش فيها الفن هنا، أعتقد أن هذه خطوة أساسية تجاه ما نريد تحقيقه". بدوره، قال شاويش بيه: "ما نحاول فعله من خلال تلك الجولة أن نغير، وأن نملأ الفجوات بين الثقافتين وندمر الصور النمطية التي خلقتها وسائل الإعلام بالفعل".