×
محافظة المنطقة الشرقية

غداً الثلاثاء.. الشيخ “المطلق” يحاضر في #الأحساء

صورة الخبر

"حماة الصداقة 2016" هذا هو اسم المناورات التي انطلقت اليوم في منطقة العلمين غربي مصر بمشاركة وحدات من القوات الخاصة في كل من مصر وروسيا، وأثارت تساؤلات حول هدفها ورسائلها المحتملة. ويشارك في المناورات أكثرُ من خمسمائة عسكري من البلدين فضلا عن طائرات وآليات عسكرية، ويفترض أن تقوم خلالها وحدات من القوات الخاصة من الدولتين بالتدريب على مهام القضاء على مجموعات مسلحة غير مشروعة مفترضة في الصحراء. وتعد هذه التدريبات العسكرية المشتركة الثانية بين البلدين بعد المناورات التي جرت في مياه البحر الأبيض المتوس في يونيو/حزيران من العام الماضي وشهدت مشاركة لافتة للطراد الصاروخي الروسي "موسكفا"، رائد الأسطول البحري الروسي في البحر الأسود. لكن مناورات العام الحالي تأتي في سياق أكثر تعقيدا، تتضح أولى دوائره في توتر متصاعد بين روسيا والغرب بقيادة الولايات المتحدة ما دفعها ربما إلى نوع من استعراض القوة العسكرية عبر إجراء سلسلة من المناورات والتدريبات العسكرية سواء في روسيا أو خارجها كما حدث في مياه البحر الأبيض الشهر الماضي بمشاركة سفن مزودة بصواريخ بعيدة المدى. أما ثاني دوائر التوتر فهي ما يتصل بالصعيد الإقليمي، وخصوصا ما بدا في الفترة الأخيرة من تباعدا بشأن الموقف من سوريا بين السلطة المصرية الحالية برئاسة عبد الفتاح السيسي، والسعودية التي مثلت الداعم الأكبر لهذه السلطة منذ الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي في يوليو/ تموز 2003. محور خلاف ولم يكن خافيا أن مصر السيسي تفضل بقاء بشار الأسد على رأس السلطة في سوريا ربما خوفا من البديل المحتمل، وهو ما يقترب كثيرا من موقف روسيا التي لم تكتفي بالدعم السياسي للأسد بل وأرسلت جيشها للقتال إلى جانبه وسحق معارضيه، في حين أن السعودية تأتي في صدارة القوى الإقليمية الراغبة بل والساعية إلى الإطاحة ببشار الذي يواجه منذ 2011 ثورة شعبية تطورات سريعا إلى صراع داخلي وإقليمي وحتى دولي. ورغم ذلك، فإن التطورات الأخيرة المتمثلة في تصويت مصر لصالح قرار روسي بشأن سوريا في مجلس الأمن، بدت وكأنها وجهت ضربة مؤثرة للعلاقات المصرية السعودية لدرجة أن سفير الأخيرة في مجلس الأمن وجه انتقادا علنيا نادرا إلى مصر واعتبر أن موقفها خالف الإجماع العربي وجاء أبعد من مواقف دول غير عربية كالسنغال وماليزيا. وعلى هذه الخلفية، فقد اعتبر موقع حزب الحرية والعدالة الممثل السياسي لجماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها السلطة المصرية الحالية وصنفتها جماعة إرهابية، أن السيسي يصر بخطوة المناورات مع روسيا، على استفزاز السعودية خصوصا وأن المناورات تأتي في سيق دولي وإقليمي معقد تشهد فيه العلاقات المصرية السعودية توترات غير مسبوقة على خلفية توصيات المندوب المصري في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الروسي الذي خالف به التوافق العربي. لكن الخبير السياسي المصري بشير عبد الفتاح لا يعتقد أن هذه المناورات ستزيد من تأزيم العلاقات المصرية السعودية ويقول في تصريحات صحفية إن التصويت الأخير مجرد مجاملة لروسيا كما أن الموقف المصري من الملف السوري معروف من البداية ويتمثل في معارضة الإطاحة ببشار الأسد خوفا من البديل. سامح راشدخبير الشؤون الإقليمية بالأهرام(الجزيرة) ليس وليد اللحظة وبدوره، يعتقد المحلل السياسي سامح راشد أن المناوراتلا تمثل رسالة لأميركا أو غيرها بقدر ما هي حسابات مصرية للتعامل مع توجه أميركي بالابتعاد تدريجيا عن المنطقة والتخلي عن دور الدولة العظمى تجاه قضاياها. ويدلل راشد وهو خبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، على ذلك بأن التعاون العسكري المصري الروسي ليس مفاجئا وإنما يعود إلى برتوكول تم توقيعه منذ نحو عام ونصف ويتضمن أوجه مختلفة للتعاون العسكري تشمل التسليح والتدريب وتبادل المعلومات. وبالتالي، فالتعاون بين البلدين ليس وليد اللحظة ولا تعبيرا عن رد فعل سريع، وفقا لراشد الذي يؤكد أن التوجه المصري نحو روسيا هو خطوة تم دراستها مبكرا والمضي فيها قدما من جانب القاهرة. على صعيد آخر، يرى المحلل السياسي المصري أن اختيار ساحة المناورات في الصحراء الغربية وقبلها مياه البحر المتوسط قرب الحدود مع ليبيا يشير إلى أن بوصلة الاهتمام تتجه نحو الجانب الغربي من الحدود وهو أمر ليس جديدا بالنسبة لمصر لكنه جديد بالنسبة لروسيا التي قد تكون في وارد الاستعداد لعمليات محتملة في شمال أفريقيا أومنطقة الساحل والصحراء. ويسترسل راشد مؤكدا أن دلالة المناورات ورسائلها قد تكون أوضح من جانب روسيا التي امتلكت بالفعل قدما ثقيلة في شرقي المتوسط وتبدو في طريقها لوضع قدم أخرى في غربي المتوسط وربما شمال أفريقيا، وغطاؤها المعلن في ذلك سيكون هو الغطاء المعتاد: مكافحة الإرهاب. المثير أن الإعلام الروسي تعامل من جانبه بطريقة المناكفة التي تشيع في العالم العربي حاليا، حيث قال موقع روسيا اليوم إن إعلان روسيا عن المناورات مع مصر "كان له وقع الصدمة على العديد من الدول والتنظيمات الدولية التي حاولت العبث بالعلاقات الثنائية بين الدولتين". واعتبر الموقع أن المناورات تمثل مظهرا جديدا للعلاقة الخاصة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري السيسي الذي حظي بدعم روسي واضح منذ توليه الرئاسة بعد الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها الرئيس المعزول محمد مرسي. كما وصف الموقع وجهات النظر المصرية والروسية بأنها تكاد تكون متطابقة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب على المستوى الدولي، حيث تعتقد موسكو أن الاستراتيجية الأميركية بهذا الشأن انتقائية وغير فاعلة. ويبقى أن هذهالمناورات وتطورات أخرى على صعيد التقارب المصري الروسي، أثارت تقارير تتحدث عن رغبة روسيا في إنشاء قاعدة عسكرية لها في سيدي براني بمصر لكن الرئيس المصري نفى وجود ذلك أوالسماح به مستقبلا وذلك في حوار صحفي نشرته الصحف الرئيسية الصادرة اليوم في القاهرة.