×
محافظة المنطقة الشرقية

170 ألف عبوة "مجانية" لباعة "الرطب" في الأحساء

صورة الخبر

تعود إلى الواجهة هذه الأيام فصول من زمن بعيد بدأ قبل الميلاد بنحو 400 عام. بعدما اتجهت أعين الاستثمار السياحي إلى قرية «الفاو» التي كانت عاصمة لمملكة «كندة» في الجزيرة العربية، وعُرفت فيما سبق باسم «ذات كهل». «الفاو» تبعد عن العاصمة السعودية الرياض حوالى 700 كيلومتر من جهة الجنوب، و300 كيلومتر من منطقة نجران، فيما يفصلها عن جنوب شرق الخماسين في وادي الدواسر150 كيلومتراً، ‏وتطل على الناحية الشمالية الغربية لصحراء الربع الخالي. وتعود تسمية «الفاو» إلى ذلك المجرى الذي يحمل الاسم ذاته، والذي يقع بالقرب مما يعرف اليوم بجبال طويق ومحافظة وادي الدواسر، اتخذها الكنديون - الذين ينتمي إليهم الشاعر امرؤ القيس- مركزاً لهم منذ ذلك الحين حتى القرن الرابع الميلادي، كانت خلالها تشهد حركة مزدهرة، أسهم في ذلك موقعها التجاري المميّز، إذ كانت ممرّاً مهماً لقوافل تحمل المعادن والحبوب ‏والنسيج وغيرها، بين الجزيرة العربية وبلاد الشام، فيما كانت عامرة بمبانيها التي شيدت بأنماط معمارية متنوّعة، اتفقت في دقّة استقامتها وجاذبية تصاميمها، إلا أنها هجرت ولم يتبق منها سوى اسمها وبقايا بعض مبانيها قروناً عدة. ويعتبر موقع القرية من أهم المواقع الأثرية على مستوى الجزيرة العربية، إن لم يكن على ‏مستوى العالم، لما يجسده من مثال حي للمدينة العربية قبل الإسلام بكل مقوماتها من ‏مساكن وقصور وطرقات وأسواق ومقابر وآبار، ‏وهذا ما يظهر جلياً في ما تحويه حتى بعد هجرها، فيما عُثر بالموقع على مجموعة من المجسمات ‏البرونزية التي أعطت بُعداً حضارياً جديداً، إضافة إلى المقابر المتنوعة في أشكالها، ‏والكتابات التي وجدت بالحرف الجنوبي المسند، كما تم العثور على قطع أثرية متنوعة تعكس العمق التاريخي لذلك الموقع. القرية المهجورة لم تظهر مجدداً إلا قبل 74 عاماً، حينما عبرها أحد موظفي شركة «أرامكو» من دون علم منه، ليُفاجأ حينها بمستوطنات بشرية مجهولة، ثم تتابعت بعد ذلك الزيارات العلمية لها من المؤرخين والباحثين العرب والأجانب، وأيضاً أبدت شركة «أرامكو» اهتماماً خاصاً بالموقع، دفعها إلى التنقيب فيه عام 1972. لم يدم الاهتمام بالقرية طويلاً، فما لبثت أن عادت إلى الغياب مجدداً، حتى وقّعت أخيراً الهيئة العامة للسياحة والآثار مع جامعة الملك سعود، مذكرة تعاون لتأهيل ‏الموقع وحمايته وتجهيزه ليصبح موقعاً سياحياً إضافة إلى إتاحته لبحث الفرق العلمية، ويتم حالياً العمل على توسعة الموقع لتبلغ مساحته أكثر من 16 كيلومتراً مربعاً تم الانتهاء من ‏تسويره‎.‎ ويهدف مشروع تأهيل موقع الفاو الأثري إلى تحويله لمعلم تاريخي ‏يمكن زيارته، إضافة إلى الدور الاقتصادي والثقافي والاجتماعي الذي يمكن أن يتيحه الموقع، إلى جانب عرض المكتشفات الأثرية للدارسين والباحثين ‏والمهتمين بالتراث الثقافي والزوار. وعلى رغم قرب قرية «الفاو» من مكان إقامة عبدالله الصافي، فإنه لم يعرفها جيداً إلا منذ فترة قصيرة، فعبدالله الذي يقيم في محافظة السليل يبيّن أنه في صغره كان يتعرض لبعض القصص التي تُحكى عن «الفاو»، إلا أنه لم يتعرف عليها إلا لاحقاً، وتحديداً بعد أن بدأ زيارتها برفقة أطفاله. فيما يحرص الأخوان عبدالله وسالم الدوسري اللذان يقيمان في الأفلاج، على اصطحاب قريبهما محمد عند زيارة القرية، وذلك لكونه يحمل الكثير من المعلومات عن «الفاو» وتاريخها. الفاوالاستثمار السياحي