في سياق مشروع إيران الهادف إلى تصدير الثورة نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن حضور شخصيات حكومية إيرانية رفيعة المستوى مجلس عزاء أقيم في مدينة إسطنبول بمناسبة عاشوراء، بينهم محسن قمي عضو مجلس خبراء القيادة، والذي يعتبر من أعلى المراكز القيادية في إيران، وأيضا السفير الإيراني إبراهيم طاهريان والقنصل بختيار أسد زاده. ويرى مراقبون أن حضور الشخصيات الرسمية الإيرانية في هذه المناسبة «يأتي في سياق سياساتها التوسعية في المنطقة وبهدف كسب ولاء الشيعة في تركيا، وبعد ما زاد ثقل تركيا وتأثيرها على تطورات العراق وسوريا عسكريا. وتعكس تصريحات مسؤولين ايرانيين وجود مخاوف حقيقية من تزايد النفوذ التركي في ملفات المنطقة، فقد قال فيروز دولت آبادي السفير الإيراني السابق في تركيا في حوار مع وكالة تسنيم: «إن الظروف التي تمر بها الدولة التركية صعبة جدا وذلك بسبب تدخلها في سوريا»، حسب وصفه. وأدعى دولت آبادي، «أن حماية تركيا من التنظيمات الإرهابية، عرقل حلّ القضايا الداخلية العالقة التي كان من المفترض حلحلتها». وردّ فيروز دولت آبادي السفير الإيراني السابق في تركيا على السؤال الذي وجهته له وكالة تسنيم، حول كيفية مواجهة انقرة لحزب الإتحاد الديمقراطي إذا ما إستمرت عملياته بعد انسحاب تركية من شمال سوريا؟ قائلا: «كان على أنقرة أن تفكر في هذا الموضوع قبل الدخول بمستنقع سوريا». ويرى مراقبون ان إيران تعتقد أن تركيا هي المنافس الحقيقي لها في المنطقة، وتوريطها في مشكلات داخلية وإقليمية هي ضمن الإستراتيجية الإيرانية، لكن التعامل الإيراني مع الشأن التركي يختلف تماما من التعامل الإيراني مع الشأن العربي، فإيران خلافا لحمايتها المعلنة للمليشيات الطائفية في الدول العربية، تسعى لتوريط تركيا عبر طرق سرية وخفية تنتهي بحلقات ضيقة تعمل من خلالها على زعزعة الأمن في تركيا.