أجمع طلاب في حديث لـ «العرب» على الإيجابيات الكبيرة لوسائل التواصل الاجتماعي في رفد العملية التعليمية، مشيرين إلى أنها وفرت قناة لتبادل المعلومات، والنقاش الأكاديمي، والمقالات والمواقع العلمية، ومصادر الأبحاث، وأضافوا أن مجموعات التواصل الاجتماعي سهلت التنسيق بين زملاء الدراسة من أجل الاستذكار، أو طرح أسئلة بخصوص جداول المحاضرات، مؤكدين أن إيجابيتها لصالح العملية التعليمية أكبر من سلبياتها، وأشاروا إلى وجود بعض السلبيات مثل قضاء زمن طويل على مواقع التواصل الاجتماعي مما يؤثر على التحصيل العلمي. قال طلاب جامعيون لـ «العرب»: إن وسائل التواصل الاجتماعي سهلت استخدام الهواتف الذكية داخل الصفوف الدراسية من قبل البعض مما يشتت انتباه الطالب من متابعة الدرس الذي يعد الركن الأهم في العملية التعليمية. البوعينين: سهولة في نقل البحوث والمقالات والمعلومات التخصصية قال فهد البوعينين الطالب بقسم الشؤون الدولية بجامعة قطر إن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت في كافة مناحي الحياة وليس في العملية التعليمية وحدها، وبالتالي غيرت شكل العالم بمجمله، وأوضح البوعينين أن استخدام هذه الوسائل في التعليم يتوقف على الشخص نفسه فهي يمكن أن تكون مفيدة أو سلبية. وأضاف: أنها ساعدت على تنظيم الوقت بصورة كبيرة جدا لتوفيرها للتواصل السريع بين زملاء الدفعة الواحدة الذين أصبح بإمكانهم التنسيق عبر المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال «إن هذه الوسائل سهلت نقل البحوث، والمقالات وشتى المعارف الإنسانية»، مستدلا بحالته كطالب شؤون دولية إذ تعد هذه الوسائل وسيلته لمتابعة ما يجري في العالم، منوهاً بأنها توفر منصة لأبرز الأخبار العالمية والمقالات المهمة، والأفكار الملهمة، وأن موقع مثل تويتر يمكن الفرد من متابعة معظم اهتماماته وبالتالي فإن وجود هذه الوسائل يصب في صالح المعارف الإنسانية. الكثيري: تحتاج إلى تنظيم استخدام قال حسن الكثيري الطالب بجامعة قطر إن وسائل التواصل أثرت بصورة كبيرة في حياته الجامعية، وبعض الذين التقاهم الزملاء في كورس دراسي لمدة قصيرة ثم افترقوا كل في مسار أصبح لا يلتقيهم إلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن هذه الوسائل سهلت التواصل بين زملاء الدراسة بصورة عامة، إضافة لدورها الكبير في التنسيق للمحاضرات، والمذاكرة وتبادل المعلومات وأسماء الكتب، وأضاف الكثيري: أن التعامل في الجامعة بين الإدارة والطلاب يتم عبر البريد الإلكتروني الذي لا يراجعه الطلاب في بعض الأوقات، وكثيرا ما يجد الفرد منا تنبيها على إحدى مجموعات التواصل الاجتماعي بضرورة مراجعة البريد الإلكتروني لوجود بعض الأخبار الأكاديمية الجديدة. وعن متابعة مواقع التواصل الاجتماعي داخل الفصول الدراسية فإن معظم المحاضرين يتشدد في منع استخدام الهاتف في الفصول الدراسية ولكن هناك من يتساهل، وبالتالي فإنها تحتاج إلى تنظيم في استخدامها بما يؤدي إلى تحقيق الاستفادة الكاملة منها، وتفادي السلبيات. الشهابي: البعض يستخدمها بالفصول الدراسية دون مراعاة لحرمة المكان قال محمد عبدالعزيز الشهابي الطالب بقسم الإعلام جامعة قطر إن وسائل التواصل الاجتماعي طورت العملية التعليمية بشكل جذري، ووفرت قنوات لتدفق المعلومات بصورة غير طبيعية، وأصبح بإمكان الطالب الحصول على أي معلومة لمجرد طرحه للسؤال، لافتا إلى أن المعلومة كانت تستهلك مجهودا كبيرا في الفترة السابقة الأمر الذي تغير بظهور وسائل التواصل الاجتماعي على المشهد. وقال الشهابي إن الوقت الذي يقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي لا يعتبره مهدرا، لأنه يبحث عن التعلم عبرها، وبالتالي الاستفادة من الوقت مرده للمستخدم نفسه، ولا يمكن أن نلقي باللوم على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن بعض الطلاب الذين يستخدمونها داخل قاعات الدرس لا يراعون حرمة المكان. وأضاف الشهابي: أن السنوات القليلة التي ظهرت فيها وسائل التواصل الاجتماعي غيرت المعرفة بشكل جذري، وأن المقدار الذي تحصله الفرد منا في الخمس السنوات الأخيرة يكاد يضاهي ما حصل عليه من معارف طوال السنوات السابقة. مؤكدا أن عمر الإنسان ليس لديه علاقة بالاستفادة من المعلومات المبذولة على وسائل التواصل الاجتماعي، فالصغير يستفيد مثل الكبير تماما من خلال تطويعه هذه القنوات الاتصالية لزيادة حصيلته المعرفية.;