توقعت شركة سامسونج" للإلكترونيات تضرر أرباحها التشغيلية بنحو ثلاثة مليارات دولار في الربعين القادمين بسبب توقف إنتاج وبيع هاتفها الذكي جالاكسي نوت 7 المعرض لخطر الاحتراق. وترفع هذه التوقعات إجمالي الخسائر التي تتوقعها أكبر شركة للهواتف الذكية في العالم إلى 5.3 مليار دولار نتيجة لمشكلات تتعلق بارتفاع درجة حرارة الجهاز بعدما أفادت سامسونج الأربعاء الماضى بأن أرباح الربع الثالث من العام ستنخفض بواقع 2.3 مليار دولار. وبحسب "رويترز"، فقد اضطرت الشركة الكورية الجنوبية للتخلي عن الجهاز المميز الذي كان من المفترض أن ينافس أحدث هواتف آيفون الذي تنتجه "أبل" على قمة سوق الهواتف الذكية في وقت سابق من الأسبوع الماضي بعد أقل من شهرين على طرحه في الأسواق بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة. وفي الوقت الذي تكافح فيه "سامسونج" للحد من الأضرار الناجمة عن الفشل الذريع لهاتفها جالاكسي نوت 7 تجد الشركة بصيصا من الدعم من المستخدمين الذين لا يزالون أوفياء للهاتف الجذاب ويرفضون التخلي عنه والبحث عن بديل. فبعد أقل شهرين من إصدار الهاتف الذي يبلغ سعره 882 دولارا وكان المقصود به أن يتنافس مع أحدث إصدارات أيفون من "أبل" على رأس سوق الهواتف الذكية تخلت "سامسونج" عن جالاكسي نوت 7 بسبب مخاوف بشأن السلامة عقب تقارير عن اشتعال حرائق بسبب السخونة الشديدة. وقالت جو هيانج وون (32 عاما) وهي موظفة في كوريا الجنوبية: "لا أعتقد أنني سأظل مع جالاكسي نوت 7 للأبد، لكن المشكلة أنه لا يوجد هاتف آخر يروق لي" مضيفة أن مستخدمين آخرين تعرفهم يأملون أن تحدد "سامسونج" سبب المشكلة وتصلح الهاتف. وبعدما أعلنت "سامسونج" استدعاء 2.5 مليون هاتف جالاكسي نوت 7 في أنحاء العالم مطلع الشهر الماضى قالت الشركة إنها ستوقف بشكل دائم إنتاجه ومبيعاته، وحثت المستخدمين على إغلاق الهاتف وعرضت مبادلته بطرز أخرى على مستوى العالم. وقال عضو بمنتدى إلكتروني يضم أكثر من 3000 شخص انضموا لمناقشة بشأن جالاكسي نوت 7 في كوريا الجنوبية: "لا أرغب في استخدام هواتف أخرى". وبخصائصه المميزة مثل الشاشة المنحنية البالغ حجمها 5.7 بوصة وماسح قزحية العين والقلم كان من المتوقع أن يقفز جالاكسي نوت 7 بمبيعات سامسونج من الهواتف التي ساعدتها في تحقيق نمو كبير في الأرباح في وقت سابق هذا العام. ويشبه الهاتف ذو الشاشة الكبيرة في تصميمه هاتف إس7 الرئيس لسامسونج الذي كان أكثر الهواتف العاملة بنظام أندرويد مبيعا في النصف الأول من العام وكانت سامسونج تأمل أن يلقى نوت 7 استقبالا مماثلا. وكانت سامسونج قد ألقت باللوم على عيوب في البطارية في المشكلة الأصلية لكنها لم تكشف أي تفاصيل بشأن سبب السخونة الشديدة في الهواتف البديلة. لكن ما يدعو للسخرية أن البطارية هي ما حبب بعض المستخدمين في الهاتف، ويعتقد كينيث واين وهو مدرب تنس في سنغافورة اشترى هاتفين نوت 7 لنفسه ولابنه أنه هاتف جميل، حيث يروق له سطحه بالكامل، لأنه أملس وسريع للغاية، وتدوم البطارية لفترة طويلة جدا، كما يقوم بشحنها كل صباح في حوالي الخامسة والنصف ويمكن أن تستمر معه حتى الليل، ولا يزال معه 30 في المائة من الشحن. لكن بالنسبة للبعض مثل سدرة أحمد (34 عاما) في سنغافورة فإن معايير السلامة تقتضي التخلي عن نوت 7 في نهاية المطاف، وتؤكد أنها تحاول تجاهل الأصوات التي تتردد في رأسي وتقول إن علي أن أتوقف، لكنها تعتقد أنه ينبغي لها التوقف قريبا، متسائلة: لماذا؟ أتحسس دوما ما إذا كانت حرارة الجهاز ترتفع أكثر من اللازم، مشيرة إلى أن هذا يتعارض مع التجربة الإيجابية مع الهاتف.