«المالية» تصرخ خرجت وزارة المالية أخيرا عن صمتها، وطالبت الجهات الحكومية بتخفيض المكافآت، ومصاريف السفريات بعد أن ارتفعت المصاريف الإدارية للدولة من 34 مليارا إلى 58 مليارا خلال العام، والحقيقة أن المالية تأخرت كثيرا في توجيه هذه الصرخة، وماكان ينبغي أن تظل مكتوفة الأيدي هكذا أمام حالة الإسراف التي تنتاب مختلف الجهات الحكومية على البدلات والسفريات والانتدابات دون قناعة من أحد بما قسمه الله من رواتب ومزايا، وبكل تأكيد لاينبغي للوزارة أن تتوقف عند هذا الحد وكأنها تبرىء ذمتها فقط، بل يجب عليها المتابعة والتصدي لحالات التلاعب والمراوغة التى ستشهدها مختلف الإدارات من أجل الالتفاف على هذا التوجه من خلال التغيير الشكلي في نفقات البنود التي ستخضع للمزيد من التدقيق. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن الترشيد لاينبغي أن يطال السفريات والانتدابات فقط، باعتبار ذلك أحد البنود التي تأتي في مرتبة مـتأخرة، وإنما يجب أن يمتد إلى تفعيل قطاع المشتروات للحد من عمليات السمسرة، وكذلك تقليص التكاليف المرتفعة للمشاريع بنسبة 20 في المئة على الأقل مقارنة في الدول المجاورة، وبهذا يمكن أن يتوفر لميزانية الدولة أكثر من 50 مليار ريال سنويا.