×
محافظة حائل

استشارات

صورة الخبر

قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن على إفريقيا ألا تخسر "ألمع أدمغتها" الضرورية من أجل النمو في إشارة إلى "الكفاءات" التي تهاجر من القارة السمراء بحثا عن فرص عمل أفضل. وأشارت ميركل التي بدأت الأحد الماضي زيارة إلى إفريقيا بحثا عن فرص استثمارية تدعم التنمية الاقتصادية وتكبح الموجات المستقبلية من الهجرة نحو أوروبا هربا من النزاعات والفقر، إلى أن بلادها التي ستتولى الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين ستستقبل في العام المقبل قمة حول الاستثمارات في أوروبا خصوصا في قطاعات النقل والطاقة. وفي نهاية هذا الماراثون الدبلوماسي التقت ميركل رئيس نيجيريا محمد بخاري ونظيره التشادي إدريس ديبي، وقبلها بدأت جولة شملت مالي والنيجر وإثيوبيا مقر الاتحاد الإفريقي. وبحسب "الفرنسية"، فقد دعت ميركل إلى زيادة المساعدات إلى عديد من الدول الإفريقية في الوقت الذي تظل فيه ألمانيا الاقتصاد الأوروبي الأول الوجهة المفضلة لطالبي اللجوء خصوصا من سورية والعراق. والهدف من هذه المساعي الحد من تدفق المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى القارة العجوز هربا من الفقر والنزاعات، ومنذ مطلع العام الحالي عبر أكثر من 300 ألف مهاجر البحر المتوسط غالبيتهم من إفريقيا جنوب الصحراء، بحسب المفوضية العليا للاجئين. ويشكل هذا التحدي أهمية كبرى بالنسبة لميركل التي تعرضت لنكستين انتخابيتين محليتين بسبب سياستها التي اعتبرها الناخبون الألمان "متساهلة جدا" إزاء المهاجرين، لذلك أقرت بالخطأ وقالت إن أوروبا وفي مقدمتها ألمانيا تأخرت في تقدير حجم أزمة الهجرة العالمية. ومن أجل وقف تدفق المهاجرين من القارة السمراء، تبذل ميركل جهودا من أجل التوصل إلى اتفاقات شبيهة بالاتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في آذار (مارس) الماضي الذي ينص على وقف تركيا لانطلاق المهاجرين من أراضيها إلى اليونان لقاء مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات يورو. وصرحت ميركل في أيلول(سبتمبر) الماضي أنه يجب توقيع اتفاق مشابه مع دول إفريقية، مشددة على ضرورة مثل هذه الشراكة لأن رخاء الدول الإفريقية "من مصلحة ألمانيا"، ومشيرة إلى أن المهاجرين على أبوابنا، وعلى ألمانيا مواجهة المشكلة بما أنها استقبلت 890 ألف لاجئ في عام 2015. وغالبية هؤلاء المهاجرين أتوا من سورية أو أفغانستان أوإريتريا (13 ألفا) أو نيجيريا (عشرة آلاف) البلد الغني بالنفط لكنه يواجه مشكلات اقتصادية وسياسية على غرار الكاميرون والنيجر والتشاد. وحذرت ميركل خلال جولتها الإفريقية الذين قدموا طلبات لجوء من المخاطر التي تنتظرهم قائلة: "يجب أن تتوقف تجارة البشر لقد قضى عدد كبير من الناس في البحر المتوسط. وغالبا ما يكون لدى الشبان المتوجهين إلى أوروبا أفكار خاطئة جدا عنها. إنهم يقدمون على رحلة محفوفة بالمخاطر دون أن يدركوا ما الذي ينتظرهم أو حتى إذا كانوا سيتمكنون من البقاء". من جهته، شدد توماس دي ميزيير وزير الداخلية الألماني خلال قمة في لوكسمبورج على أنه سيتم نقل المهاجرين الذين أنقذوا في البحر المتوسط إلى "مراكز استقبال آمنة في شمال إفريقيا". وترى المستشارة الألمانية أن حل أزمة الهجرة يقوم أولا على تأمين الاستقرار في البلد المنشأ، وهو أحد المواضيع التي تمت إثارتها خلال قمة الاتحاد الأوروبي وإفريقيا العام الماضي في مالطا. وتعهدت برلين بتقديم مساعدات عسكرية بقيمة عشرة ملايين يورو إلى النيجر بلد العبور الرئيس للمهاجرين وأخرى للتنمية بقيمة 17 مليونا، وهي مبالغ متواضعة مقارنة بـ "خطة مارشال" التي طالب بها الرئيس محمد إيسوفو. وتقول آنيت فيبر المحللة من المعهد الألماني للعلاقات الدولية والأمن إن رحلة ميركل كانت خصوصا لتوجيه رسالة إلى الرأي العام في أوروبا وألمانيا بأننا نعمل فعليا على الحد من تدفق المهاجرين. لكن صحيفة "دير شبيجل" أوردت أنه لا يزال يتعين على ميركل إقناع بروكسل بصحة أسس معاهدة بشأن الهجرة مع إفريقيا وهو ليس بالأمر السهل لأن يوهانس هان مفوض توسيع الاتحاد الأوروبي أعرب قبلا عن تحفظه إزاء برلين.