مضى قرابة عشرين شهراً منذ بدء المملكة والشرعية اليمنية والتحالف العربي عملية عسكرية حاسمة في اليمن لدحر عدوان وخطر مُتَمرِّديه وأطماع الفرس عن اليمن وعن المملكة ومنطقة الخليج. ونعرض بمقالنا خلاصة حقائق ورُؤى مُوضوعية تستند لمعطيات كبيرة فائقة الأهمية. أولاً. قوة ونجاح المواقف السعودية. تُثبت الوقائع والأحداث عنها، ما يلي: • من أُسس السياسة السعودية الدفاع بحكمة وقوة عن الاسلام والحق والقضايا والمصالح المشروعة للعرب والمسلمين والتعاون معهم لمواجهة الأزمات والأخطار التي تُهددهم، وهذا من أهم أسباب النجاح والنصر للمملكة. • طبقاً لذلك قامت المملكة وحققت نجاحات كبيرة بتسخير قدراتها وأدوارها الحاسمة لدرء ودحر أخطار جسيمة سابقة وحالية عنها وعن أشقائها بالعراق والكويت والبحرين ومصر وسوريا ولبنان وغيرها. • انطلاقاً مما تقدم، واستجابة لطلب القيادة الشرعية اليمنية، شكلت المملكة ودول عربية فعالة تحالفاً قوياً لدحر عدوان المتمردين اليمنيين وخطر الفرس عن اليمن ودول الجزيرة العربية والمنطقة. • يحظى التحالف العربي بقيادة المملكة بتأييد من أغلبية كبرى من اليمنيين والعرب والمسلمين، وبمقرارات المنظمات الإقليمية والدولية المعنية وأهمها قرار مجلس الأمن - 2216 - القاضي بإعادة الأمور لنصابها باليمن بقيادته الشرعية. ثانياً. أهم إنجازات التحالف باليمن. بفضل الله ثم بقدرات سعودية حاسمة وأدوار جوهرية لقوات ومقاومة الشرعية اليمنية ودولتي الإمارات وقطر، تحققت في اليمن - حتى الآن - إنجازات ومكاسب كبرى، من أهمها: • تدمير أهم قدرات المتمردين خاصة القوات الجوية والدفاع الجوي والبحرية وصواريخ أرض - أرض، ومنع وصول دعم عسكري كبير لهم مما أدى لعجزهم عن القيام بعمليات كبيرة ناجحة. • تشكيل قوات ومقاومة شرعية يمنية كبيرة جداً وبتسليح قوي، ووفرت المملكة معظم متطلباتها. • طرد المتمردين والإرهابيين من ثمان محافظات تُشكل قرابة (75 % ) من مساحة اليمن وتمتاز بمواقع ومنشآت وثروات حيوية منها كامل نفط وغاز اليمن. • ضاعفت المملكة والشرعية متطلبات الانتقال لمرحلة حسم الأزمة عسكرياً، التي بدأت - فور تعثر مفاوضات الكويت - بوتيرة قوية وعمليات مُركزة وحققت انتصارات كبيرة، ابرزها(1. تحطيم وإحباط الاعتداءات والأهداف البائسة للمتمردين على مواقع حدودية سعودية./ 2. قصف جوي مُركَّز لتحطيم باقي قدراتهم خاصة بمحافظات صنعاء وتعز وصعدة وحجة والجوف. / 3. تحرير مناطق كبيرة من محافظات تعز وصنعاء وحجة والجوف ومأرب والتركيز لتطويق وعزل معاقلهم فيها لإكمال تحريرها./ 4. ازدياد انضمام شخصيات وقبائل وقوات مهمة جداً للعمليات الحاسمة القادمة). ثالثاً. الموقف الاستراتيجي للمتمردين. اصبح متدهوراً بشدة، وَمِمَّا يُؤكد ذلك معطيات أساسية من أهمها: • عسكرياً. (1. العجز عن الاحتفاظ بالسيطرة على ثمان محافظات حُررت منهم وعدم القدرة للعودة لأي منها./2. العجز عن منع تحرير مناطق كبيرة من محافظات تعز وصنعاء وحجة والجوف ومأرب. /3. ضعف جوهري للكفاءةالقتالية للقوات لانخفاض تأهيل المقاتلين ولقِدم الأسلحة والتجهيزات./4. الافتقار لدعم عسكري فعال واللجوء لتهريب الأسلحة والوقود./ 5. اللجوء لحرب عصابات لم تُحقق مكاسب جوهرية. / 6. انهيار معنويات المقاتلين واستسلام وهروب إعداد مؤثرة منهم لكثرة الخسائر وإكراههم لمقاتلة شعبهم وقِلة الرواتب والغذاء). علماً أن قوام قواتهم الميدانية حالياً يُقدر بـ (55-60 ألف فرد منهم 25 ألف ميليشيا)، وأهم عتادهم مخزون وافر من المدفعية والراجمات وأسلحة بسيطة وألغام وعربات أطقم وصواريخ أرض - أرض قليلة قديمة. • سياسياً واقتصادياً.(1. يوجد انقسام جذري فكري وسياسي وعداوة شديدة بين قياداتهم وفشل ذريع لتحقيق أهدافهم./2. انخفاض كفاءة أصحاب القرار التنفيذي وانعدام الثقة بينهم وصراعهم على السلطة والمصالح. / 3. عدم تأييد أغلبية الشعب لهم ويُقدر أتباعهم وحلفائهم الفاعلين بنحو (15 %) من المواطنين ودوافعهم طائفية وقبلية ومادية. / 4. افتقارهم لموارد مالية فعالة وعجز كبير عن دفع الرواتب والنفقات المهمة ومعاناة معيشية قاسية في مناطقهم./ 5. إدانتهم وعدم اعتراف دول العالم ومنظماته المعنية بهم عدا إيران وعملائها البُؤساء بالعراق وسوريا ولبنان). رابعاً. الخلاصة والرُؤى. تُشكل الإنجازات الكبرى المُحَقَّقة في اليمن والدعم القوي عربياً وإسلامياً ودوليا للمملكة والشرعية اليمنية والموقف المتدهور للمتمردين ورفضهم تنفيذ القرار الدولي (2216) بدافع من أهداف شريرة ورهانات بائسة، كل ذلك وغيره من معطيات إيجابية قوية. تُـشكل ظروفاً وعوامل مؤاتية جداً ومُحفزة لإكمال حسم أزمة اليمن في أسرع وقت ممكن، بما يَترجَّح أنه الخيار الأفضل سياسياً أو عسكريا. ونَرى أن من أهم التدابير والحلول الأساسية الضرورية للحسم العسكري: • فتح جبهات مقاومة إضافية كافية بمحافظات صنعاء وتعز وصعدة وحجة والحديدة والبيضاء. ومعلوم أن للمقاومة أدواراً أساسية في تحرير محافظاتهم بسرعة قياسية وتكاليف معقولة جداً، وفي مرحلة الحسم تَتَضَاعف أهمية المقاومة بالمناطق الصعبة والمدن للتغلب على حرب عصابات المتمردين، ومُؤكدٌ أن كثيراً من اليمنيين كارهون للحوثي والمخلوع طالح وأعوانهما ويرغبون وينتظرون دعماً مناسباً لمشاركة قوات الشرعية في تحرير مناطقهم. • سرعة تحرير الحديدة والمخا قبل تحرير تعز وصنعاء، لوجود عوامل مساعدة معروفة مؤثرة جداً ولأن تحريرها سيحقق مكاسب جوهرية تُسهل وتُوفر كثيراً من متطلبات وتكاليف تحرير تعز وصنعاء وغيرهما. • ثُم تحرير الأسهل من أهم معاقلهم المعروفة وتحرير الأخرى تِباعاً، فذلك يُحقق مزايا وفعالية حاسمة ويوفر كثيراً من التكاليف والجهود والوقت. • تركيز القصف الجوي لتدمير وتعطيل المواقع والعمليات الكبيرة والأخطر، لأن المتمردين يُركزون لتشتيت واستنزاف قدرات القوات الجوية في أهداف وعمليات محدودة الأهمية. 1. فتح حوار وتفاهم فعال مع المعتدلين المؤثرين من جناحي الحوثي والمخلوع لجذبهم لصف الشرعية. / 2. عقد مؤتمر مصالحة وطنية انطلاقاً من المرجعيات الأساسية التي أجمع عليها أغلبية اليمنيين). • من الضرورة المُـلِحَّـة لتعزيز الأمن والاستقرار باليمن ومُحيطه (1. دعم الحكومة الشرعية بمزيد من المساعدات والقروض لتقوية الأمن وتحسين الخدمات والبدء بمشاريع تنموية معقولة. / 2. دعم الشرعية للإفادة من الثروة النفطية الجاهزة للاستهلاك والتصدير من المناطق المحررة. / 3. البدء بتدابير فعالة سريعة لإعادة إعمار اليمن. / 4. اتخاذ خطوات عاجلة لدمج اليمن اقتصادياً في منظومة مجلس التعاون). ونسأل الله تعالى نصراً مبيناً لقيادتنا الرشيدة ولمن ينصر دينه والمسلمين كما يُحب الله ويرضى. - كاتب في الشئون الاستراتيجية