ربما كانت العودة إلى المدرب الأجنبي مطلبا لكثيرين في كوريا الجنوبية بعد إخفاق المنتخب الكوري في بطولة كأس العالم 2014 لكرة القدم بالبرازيل تحت قيادة المدرب الوطني هونج ميونج بو. ولكن إسناد المسؤولية إلى المدرب الألماني «أولي شتيلكه» بعد المونديال البرازيلي لم يلق تأييدا كبيرا سواء من الخبراء والمعلقين أو حتى على المستوى الجماهيري في كوريا الجنوبية. ولا يشكك أحد في قدرات المدرب ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن مسيرته التدريبية التي امتدت على مدار ربع قرن حتى الآن لم تحقق نفس النجاح الذي شهدته مسيرته كلاعب. وبعد نحو عام من اعتزاله اللعب، خطا شتيلكه أولى خطواته في عالم التدريب بتوليه مسؤولية المنتخب السويسري. ولكنه لم يترك بصمة سواء مع المنتخب السويسري أو الأندية التي تولى تدريبها بعد ذلك في أسبانيا وسويسرا وكذلك مع منتخبات الشباب والناشئين بألمانيا كما لم يحقق نجاحا يذكر مع المنتخب الإيفواري الذي تولى تدريبه بين عامي 2006 و2008. وبعد فترة قصيرة قضاها مع سيون السويسري، انتقل المدرب الألماني لتجربة جديدة ورحل إلى منطقة الخليج حيث تولى تدريب فريقي العربي والسيلية القطريين في الأعوام القليلة الماضية لكنه لم يحقق معهما أيضا ما يستحق ذكره مما جعل توليه تدريب المنتخب الكوري قبل شهور قليلة من كأس آسيا مفاجأة كبيرة للجماهير والمعلقين. ورغم هذا، قد يكون لتواجد أكثر من لاعب بالمنتخب الكوري محترف في الدوري الألماني (بوندسليجا) أثر جيد في تأقلم شتيلكه سريعا مع الفريق وهو ما سيساعده على قيادة الفريق بنجاح في بطولة كأس آسيا 2015 والتي تستضيفها أستراليا من 9 إلى 31 يناير الحالي. ويواجه شتيلكه تحديا من نوع خاص قبل خوض المعترك الآسيوي حيث يحتاج إلى إضفاء صبغة الأداء الجماعي المنظم على أسلوب لعب المنتخب الكوري الذي يضم العديد من اللاعبين المتميزين ولكن الفريق سقط في كمين الأداء العشوائي في مبارياته بكأس العالم 2014 بالبرازيل وهو ما يحتاج شتيلكه لعلاجه إذا أراد التغلب على منافسيه العماني والكويتي والأسترالي. ويدرك شتيلكه أن تحقيق نتائج جيدة والتقدم للأدوار النهائية في البطولة الآسيوية سيصبح البصمة الحقيقية في مسيرته التدريبية.