إيصالات الصرافات الآلية والمحال التي تمتلئ بها الجيوب، تبدو على غير ظاهرها الناعم. وإذا كانت الدراسات السابقة بينت أن هذه الأوراق التي لا يمكن تجنبها تسببت بتلوث للعديد من الأشياء التي تستخدم يومياً مثل البطاقات البنكية والصحف والمناديل، فإن دراسة حديثة كشفت أن الجسم يمتص أيضاً مكونات هذه الإيصالات وأن هذه المواد وجدت في ٩٣ في المئة من عينات البول التي تمت دراستها. وقامت دراسة نشرت أخيراً في مجلة الجمعية الطبية الأميركية «JAMA» بدراسة أكثر من 2500 عينة بول، وجدت في 93 في المئة منها بعضاً من مكونات الإيصالات وهي مركبات ثنائي الفينول «BPA»، التي تستخدم عادة في تصنيع المنتجات البلاستيكية. وقالت الدراسة التي أجريت على عينات بول أخذت من أشخاص في سن ستة أعوام فما فوق، إنها طلبت من المتطوعين لمس الورق على أوقات متفرقة، تارة بقفازات وتارة أخرى بدونها، وبعد ذلك تم فحص عينات البول التي أخذت قبل وبعد لمس الإيصالات، إضافة إلى تجارب للمس الإيصالات مع ارتداء قفازات طبية. وقالت الباحثة في المركز الطبي ومستشفى الأطفال في مدينة سينسيناتي في ولاية أوهايو الأميريكية الدكتورة شيلي ايرليك. إن مستوى مادة «BPA» ارتفع في عينات البول من نسبة 1.8 مايكروغرام في اللتر إلى نسبة 8.5 مايكروغرام في اللتر بعد لمس هذه الإيصالات بدون قفازات بساعتين فقط. كما ارتفعت النسبة إلى 1,11 مايكروغرام بعد 8 ساعات من لمس الإيصالات. وعلى رغم من تأكيد إيرلك أنه يجب على الناس ألا يقلقوا من هذه النتائج، إلا أن هذه النتائج قد تكون تحذيراً لأولئك الذين يتعاملون مع هذا النوع من الإيصالات بشكل مستمر، مثل الصرافين في البنوك، والمحاسبين في المحال التجارية، بحسب مانقل عنها موقع «ميدكال ديلي». وتشير دراسات سابقة إلى أن مادة «BPA» الموجودة في الإيصالات تعتبر مادة مضرة ومسؤولة عن العديد من الأمراض واضطرابات الغدد، إضافة إلى تسببها في مشكلات تتعلق بالقدرة على الإنجاب ونمو الجهاز العصبي. وتشير مجلة «النيوزويك» إلى أن هيئة الغذاء والدواء الأميركية رفضت منع هذه المادة الموجودة في العديد من الصناعات البلاستيكية إضافة إلى الإيصالات الورقية، عام 2012، لكنها عادت أخيراً لدراسة مخاطرها على المنتجات الغذائية. صراف