اختتمت في دبي أمس الدورة الثالثة لـ «القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي»، التي تنظمها «غرفة تجارة وصناعة دبي» بالتعاون مع «مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي» ومؤسسة «تومسون رويترز»، وناقشت التحديات التي تواجه المؤسسات المتوسطة والصغيرة والمصارف في المنطقة، والتي لا يزال معظمها يعتمد على الأساليب التقليدية بعيداً من الرقمنة. وأكدت جلسات القمة أهمية تبني المصارف الإسلامية التكنولوجيا المالية بهدف مواكبة عصر الرقمنة والاستفادة من الخدمات التي تقدمها شركات التكنولوجيا المالية، خصوصاً في ظل اعتماد المصارف على الأنظمة القديمة والتقليدية، في وقت ينطوي تحول المصارف إلى منصات أعمال رقمية على كثير من الفرص. وأشار الرئيس التنفيذي المالي لشركة «انوفيت فايننس» عبد الحسيب باسط، إلى أن «المصارف وُجدت لتبقى، لذلك ومع تطور التكنولوجيا، أدركت أن الحلول التكنولوجية تقدم فرصاً كبيرة للقطاع». وأضاف أن «غالبية المصارف البريطانية تبنت خلال تجربتها في هذا الإطار، مقاربة في خطوتين، الأولى تأسيس صناديق للاستثمار في التكنولوجيا، والثانية إطلاق الكثير من الشراكات مع الشركات الناشئة». وعن أبرز التحديات التي تواجه شركات التكنولوجيا المالية، أفاد نائب الرئيس التنفيذي لقطاع تكنولوجيا المعلومات وابتكار الأعمال في «مصرف الإمارات الإسلامي» زبير أحمد، بأنها «تكمن في المسائل الرقابية والنواحي التنظيمية التي قد تؤثر في المصارف، إلى جانب تحدي توسيع النشاطات والقدرة على إدخال الابتكارات في المنافسة بين المصارف». وحدد نائب الرئيس التنفيذي في «بنك بوبيان» الكويتي عبدالله النجران، التحديات التي تواجه شركات التكنولوجيا المالية في تغيير طريقة التفكير نحوها، فإذا أرادت المصارف التنافس والاستفادة القصوى من التكنولوجيا المالية، عليها التفكير في هذه الشركات وطرح أفكار جديدة، خصوصاً أن شركات التكنولوجيا المالية ستساعد المصارف على تقديم الخدمات لفئة كبيرة جداً هي الشباب، مؤكداً حاجة العالم إلى مزيد من المنتجات في المصارف الإسلامية. وناقشت الجلسة الفرص المتاحة لشركات التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط، حيث أوضح باسط أن «العالم الإسلامي يمثل تعداداً كبيراً، لذا من المهم أن تعمل المصارف على الاستفادة من حلول شركات التكنولوجيا المالية، التي ستستفيد بدورها من الفرص الكبيرة التي يقدمها القطاع المصرفي». أما الجلسة التي حملت عنوان «الشركات الناشئة في الاقتصاد الإسلامي: أين هم اللاعبون البارزون في السوق الإسلامية؟»، فشددت على أهمية تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة أعمالها والوصول إلى المراحل التالية من التطوّر. وأوضح خبراء أن الشركات الناشئة الطموحة سعت طويلاً إلى الدخول إلى الأسواق المستهدفة للاقتصاد الإسلامي. وبينما يفتقر الكثير منها إلى الخبرات الفنية اللازمة لترويج عروضه الاستثمارية في شكل فعّال، لا يزال بعضها عاجزاً عن الوصول إلى الموردين والأسواق، إضافة إلى أن المنتجات التمويلية المتوافقة مع أحكام الشريعة والمصممة لتلبية حاجات تلك الشركات، لا تزال ضئيلة. وعلى رغم كل التحديات التي تواجه هذه الشركات الناشئة، إلا أن مجموعة من رواد الأعمال الطموحين نجحت في استقطاب المستثمرين المسلمين وتسويق منتجاتهم وخدماتهم.