الأمن نعمة كبرى لا يعرفها الا من حُرم منها، ونحن في بلادنا ولله الحمد والمنة نعيش هذه النعمة بكل تفاصيلها، نعيشها ونستشعرها في حياتنا اليومية بالرغم من الأحداث غير العادية التي تمر بها منطقتنا العربية تحديداً، والعالم والتي اصبح الأمن فيها رفاهية لا اساساً من ضرورات الحياة. سمو ولي العهد عندما يتحدث عن أمننا وتكاتفنا فإنما يتحدث عن واقع متجسد وحقيقة واضحة يعرفها القاصي والداني، ويجب علينا ان نشكر المولى عز وجل ان أنعم علينا بها، فكثير من الأمم لا تعيش الأمن واقعا بل إنها تعيش الخوف مما هي فيه او مما حولها أن يؤثر فيها، وفي بلادنا الأمن سمة عرفناها منذ أن وعينا على الدنيا، كوننا نطبق شرع الله، ونهتدي به، والحق عز وجل يقول في كتابه العزيز (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)، ونحن في بلاد الحرمين حافظون لدين الله ونهتدي بهداه، ولم نلبس إيماننا بظلم فوهبنا الله عز وجل الأمن. بلادنا مرت بظروف أمنية لم نعرف لها مثيلا، استهدفنا الإرهاب وحاول ان يزعزع أمننا واستقرارنا دون جدوى، وكان رجال الأمن له بالمرصاد، لم يعطوه فرصة لأن يحقق مبتغاه محققين انتصارات مبهرة أذهلت العالم بتعاملهم المهني العالي وحرفيتهم ودقة تعاملهم مع مختلف المواقف بكل شجاعة واقتدار دفاعا عن الوطن والمواطنين ومكتسبات الوطن ومقدراته، مدعومين بلحمة وطنية معروفة عن الشعب السعودي الذي لا يمكن بأي حال المزايدة عليها ومن أجل ذلك دحرنا الإرهاب ولا نزال نقف سدا منيعا في وجهه رغم كل المحاولات اليائسة البائسة التي تحاول دون جدوى ان تخترق أمننا ولحمتنا الوطنية. ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف : (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها)، فالامن هو النعمة الأولى التي يجب علينا مراعاتها والحفاظ عليها ونحن بعون الله وقوته قادرون.