×
محافظة المنطقة الشرقية

النظر في 3043 خطأ طبيًا خلال عام.. و«الشرقية» بالمقدمة

صورة الخبر

بالله عليكم اخبروني ما الذي يحصل معنا؟ أين «علّبنا» عقولنا؟ ما الذي جعل البعض يتسابق لتصوير أقذر وأرعن الصور من أجل انتشارها في مواقع التواصل الاجتماعي؟ منذ فترة كنا نوجه الخطاب للأمهات بعدم نشر صور بناتهن الصغيرات وأمورهن الخاصة. الآن للأسف نوجهه للآباء بعدم فعل مثل هذا الأمر، بعد انتشار مقاطع لآباء يصورون أولادهم على حين غفلة مع مقالب سخيفة أو مخيفة أو مضرة لهم، فإذا كان هذا ما يفعله الأهل بأبنائهم رغبة في إضحاك الناس، فماذا يترجون من تصرفات في المستقبل القادم لأبنائهم؟ وماذا سيتذكر هؤلاء الأطفال من مواقف انتزعت بها كرامتهم وحرمة أجسادهم وإنسانيتهم بسبب جهالة الوالدين؟ إي ذكرى تلك التي سنتركها لهم بالله عليكم؟ أين هيبة الأب؟ أين حماية الأم؟ أين حمية الأخ؟ أين التعامل بالأخلاق؟ فإن أخذنا الموضوع من جانب ديني، فالنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن ترويع المؤمن! وإن أخذناه من أي جانب آخر، سنجد أن من يقوم بفعل كهذا ليضحك الناس، قد نسي عقله من أجل انتشار المشهد الذي قام بتصويره! فهل مفهوم الانتشار والشهرة يقوم على أفعال مقززة ومؤذية للغير؟ أقول هذا عندما شاهدت صورة منذ يومين لطفل رضيع يوضع داخل أحشاء ذبيحة، وهو يبكي وأفراد عائلته يضحكون. شعرت بكمية من الأسف على السفاهة والجهالة وعدم الإنسانية، التي ظهرت بها أسرة الطفل المسكين، والذين يعتقدون أن انتشار الصورة أهم من الفعل ونتائجه المستقبلية! وهذه صورة من صور عدة، يتم فيها استخدام الأطفال كأداة للضحك واللعب... للأسف الشديد جداااا في الماضي كانت الصورة توثق الرحلات والذكريات والانجازات وصارت مرجعاً مهما لذاك الزمن، واليوم نوثق صوراً تدل على زمن ينحدر به البعض أخلاقياً وفكرياً وثقافياً! ملاحظة مهمة: في الأفلام أو البرامج الأجنبية، عندما تستخدم حشرة وتصور لها مشاهد يتم فيها إيذاؤها أو سحقها، ترى في آخر البرنامج تنويها من طاقم العمل: أن خلال تلك المشاهد لم تتأذ أي حشرة! أما نحن، فنؤذي أنفسنا وأولادنا وأصدقاءنا ومن حولنا، ونكتب بكل سعادة وكأننا للتو خرجنا من معركة منتصرين، لقد قمنا بفعل كذا وكذا... ما شاء الله. نعم... فيديو وصور تستحق التصفيق. يا لهذا الانجاز. يجب أن ينتشر للناس والعالم ليروا كم كان هذا المشهد مضحكا! وفي الحقيقة نقول: يا للأسف... وأي أسف يليق بأمور مثل هذه؟ وفي النهاية، نسب ونشتم الحكام والعالم الذي استهان بإنسانيتنا؟ فمتى نرتقي فكرياً ليحترمنا الآخرون؟ وأين أصحاب العقول ليوقفوا تلك المهازل؟ نريد أن نعرف أين تم «تعليب» عقولنا؟ anwar.taneeb@gmail.com