إذا كان يحسب لمدير إدارة الرقابة الشاملة في أمانة منطقة نجران أنه أحسن في عمله، فإن مما يحسب عليه أنه أساء في تعبيره، وإذا كان من حقه أن يدافع عن إدارته وموظفيها ومراقبيها وينفي تهمة التعسف والمحسوبية عنها فليس من حقه أن يتساءل بما يشبه التهكم: هل يريدون أن يضحك لهم المراقب خلال عملية التفتيش؟. وليس هناك شك أن الذين تذمروا من تصرفات المراقبين واتهموهم بالتعسف لا يريدون منهم أن يضحكوا لهم غير أنهم يريدون تعاملا إنسانيا يحرص فيه المسؤول أو المراقب على تطبيق الأنظمة كاملة، غير أنه يحرص في الوقت نفسه على أن يحترم فيمن يقوم بمراقبة أعمالهم والتفتيش على مرافقهم إنسانيتهم والتي لا ينبغي مهما كانت مخالفتهم للأنظمة أن تمس أو يتم التهاون بحقوقها. وإذا لم يكن من حقنا أن نعتقد صحة من اتهام من يتهمون إدارة الرقابة بالتعسف فإن روح الاستعلاء التي تظهر في تساؤل مدير الإدارة ( هل يريدون أن يضحك لهم المراقب) يمكن لها أن تكون شاهدا على التعسف الذي يشتكون منه. المشكلة ليست مشكلة مدير إدارة المراقبة في أمانة منطقة نجران فحسب، بل مشكلة كثير من الذين يطبقون الأنظمة في مختلف الأجهزة والمؤسسات الحكومية إذ يتوهمون أن تطبيق الأنظمة لا يتحقق بغير الاستعلاء على من تطبق عليهم تلك الأنظمة، والاستهانة بإنسانيتهم، وهدر حقهم في أن تتم معاملتهم برقي واحترام لا يليق بهم فحسب، بل يتوجب أن يتصف به المسؤولون الحريصون على تطبيق الأنظمة. الخطأ الذي يقع فيه بعض من يطبقون الأنظمة في حق المخالفين يبلغ درجة استغلال الوظيفة،وسوء استخدام الصلاحيات لتحقيق نزعة استعلائية لدى هؤلاء الذين يتعسفون في تطبيق الأنظمة.